كواعب أحمد البراهمي تكتب: ما قبل الصمت

  • 3/23/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كنت قد نويت ألا أكتب شيئا عن الانتخابات، ورأيت أن الشعب المصري المقيم بالخارج قد أثبت وعيا كبيرا جدا .وضرب أروع الأمثلة والتي صورتها الكاميرات في كل الدول في الانتماء وأثبت وطنية منقطعة النظير شهد لها العالم أجمع . وبالطبع الشعب المصري بالداخل لن يكون أقل وعيا. ولكن ... قد فأجأني الفيس بوك بمقال لي كنت قد كتبته على صفحتي بتاريخ 22 مارس 2013 أي من خمسة أعوام بالضبط، وأعدت مشاركته الآن.وشعرت أن المقال وتذكير الفيس يوحي لي بأنني لا بد أن أذكركم بما كان - لتعلموا جيدا أننا كنا في خطر، وللأسف نحن كمصريين عندما تتخطى الخطر ننساه. وعندما نحل المشكلة لا نتذكرها، وعندما نتخلص من العوائق لا نأخذ حذرنا. لذا قررت أن أنشره بالحرف لتقرأوه معي وهو كما نشر بالنص. عندما بدأت أكتب ضاعت مني الأحرف وتبعثرت الكلمات ووجدت نفسي أريد أن أكتب ولكن لا أعرف ماذا أقول ولا في أي موضوع أتحدث .كثرت الأحداث السيئة وأختفت الأحداث المفرحة وتوالت الأعباء والمآسي وأصبح الشعب يضجر ويزأر ويتحدث كله مع نفسه عن سوء الأحوال والتي يرى الكل أنه لا حل لها.كل شئ أصبح يمضي نحو الأسوأ. تذكرت يوم شجعت الثورة وفرحت بها ودافعت عنها مثل غيري من المصريين وقلت هي بداية لعهد جديد وحتى عندما ساءت الأوضاع قلت أنه شئ طبيعي وسوف يتغير للأحسن قريبا ومضت الأيام ومضي الوقت ولم يأت وقت الحصاد. أصابني اليأس وأتذكر قول الله تعالى لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون وأستعيذ بالله وأنشد الأمل.ولكن أصبح الشعب كله يتخبط كله لا يعرف إلي أين يذهب. وتتوالى على الذهن الأحداث من مشكلات بترول وأنابيب الغاز وطوابير الخبز ومظاهرات من أجل المطالبة بحوافز أو زيادة رواتب واستمرار بعض المظاهرات. وازدادت الأنانية وحب الذات وتسوء الأحوال باستمرار عنف في بورسعيد وغيرها من البلاد وإشاعات عن تقسيم البلاد وأحاديث كثيرة وشغل قليل وفراغ كبير وقرارات موقوفة.وتزداد الطينه بله عندما تقوم القوات المسلحة بضبط أقمشة هي نفسها أقمشة وألوان القوات المسلحة والداخلية. توقعت بل كنت متيقنة أنه سيتم تكذيب الخبر وإنكار الحدث. ولكن للأسف والحمد لله لم يتم ذلك بل جاء التبرير وكان التبرير غير منطقي فأي عيد هذا الذي سوف يحيكون فيه بدل ضباط شرطة وجيش للأطفال. أعترف بدأت الآن أخاف على مصر. وأرجو الله أن يحفظها من كل شر داخلها أو خارجها من أبنائها أو من الغرباء وان يحفظها من الفتن والغدر ويجعلها كما كانت دوما أم الدنيا التي اتسع قلبها للكل وفضلها وعلمها وعملها من قديم الأزل للكل.انتهى المقال وبقي أن أقول لكم إن مصر أمانة وفي يد من أحسن حفظ الأمانة، وأن الصوت الإنتخابي أمانة، وأن المشاركة في الحفاظ على الوطن أمانة، وأن الكلمة أمانة. وأننا مسئولون جميعا عن تأدية تلك الأمانة.

مشاركة :