أسعدني كثيرا اللقاء بين البلدين الشقيقين مصر وسلطنة عمان , وأسعدني لقاء الرئيس السيسي بالسلطان قابوس . وذلك لأنني أعرف عمان وشعبها عن قرب ,وأعرف حنكة وحكمة السلطان قابوس ورأيه السديد في حل أية مشاكل , وتدخله بحكمة للقضاء علي أي نزاع وعدم إنحيازه لأي فرقة أو أي دولة محاباة لدولة أخري . وحقيقة عمان كانت وطني الثاني بالرغم أن مدة وجودي بها لم تكن طويلة , ولكني أشهد علي طيبة وعراقة شعبها وعلي عدل وحكمة سلطانها . أنا سعيدة باللقاء لأنني واثقة أنه سينتج عنه كل خير للبلدين . ولمن لا يعرف عمان فإن أغلب أهلها درسوا في جامعات مصر ولهم علاقات قوية بمصر ويأتون للسياحة في مصر - وكذلك مصر كانت تمد عمان بأغلب التخصصات في بداية نهضتها من مدرسين وأطباء ومهندسين ومحامين . وأنا أؤكد علي أن الشعب العماني من أطيب الشعوب وأكثرها أدبا وذوقا وحسن تعامل وإحترام للقانون . في عمان يطبق القانون علي الجميع وحتي لو كانوا من أفراد الأسرة الحاكمة . فمنذ أن بدأ ا السلطان حكم البلاد ووضع الدستور جرم أية تفرقة بين أي مواطن عماني وآخر , ولذلك تعيش عمان في سلام بالرغم من أن هناك كثير جدا من الإختلاف , فيوجد العماني العربي والذي هو من أصل السلطنة , ويوجد العماني من زنجبار وهو الذي من جنوب شرق أفريقيا حيث كانت عمان تمتلك جنوب شرق أفريقيا برونوي وزنجبار ومومباسا وكذلك العمانيون الذين من شرق أسيا مثل بلوشستان وكانت أسم سلطنة عمان ( سلطنة عمان ومسقط ) ويقصد بها كل البلاد التي تقع تحت الحكم العماني . وكان لسلطنة عمان حروب مع البرتغاليين وطردوهم من بلادهم التي أحتلوها لفترة وتوجد قلاع وحصون في عمان من آثار تلك الحروب .وكان المواطن العماني إلي فترة بسيطة يعيش في أي مكان يحب سواء أفريقيا أوفي سلطنة عمان ولازال الكثير من العمانيين يعيشون في أفريقيا ولهم أراضي وممتلكات بالرغم من أصولهم العربية , ولا زال أيضا العمانيون الأفارقة يعيشون بسلطنة عمان ويتحدثون اللغة السواحيلي في حديثهم معا . و كذلك البلوش الذين يتحدثون مع بعضهم بلغتهم البلوشية .ولكن الجميع يتكلمون معا العربية والإنجليزية في العمل إن أستدعي الأمر . ومن الجميل في عمان توحيد الزي في العمل فلا تستطيع أن تعرف من الرئيس ومن المرؤوس , فالجميع يرتدون الجلاليب البيضاء للرجال , والنساء ترتدي العباءة كزي رسمي إلا داخل العمل لو كانت طبيبة أو ممن لهن زي خاص . وذلك يذكرني بعندنا في الصعيد فخارج ساعات العمل الغالبية يرتدون الجلابية الصعيدي ( البلدي ). وأجمل ما في عمان التواضع وأذكر يوما كنت قد أنتهيت من الجلسة وأنا بالمحكمة وكنت أرتدي روب المحاماة , ووجدت شخص وقف له أفراد الأمن بالمحكمة للتحية , ثم توجه هو نحوي وسألني أنت محامية من أي بلد؟ فقلت له مصر . وذلك لأنه يوجد محاميات من جنسات أخري من العراق والسودان ومن تونسوغيرها ومن سلطنة عمان بالطبع . ثم سألني هل لديكم مشاكل كمحامين ؟ فأجبته وقتها بما كان من مشاكل بأنه قد تم إلغاء التصوير في قضايا الجنايات والجنح وأكتفوا فقط بأن يجعلونا نقوم بالإطلاع والنسخ وذلك مرهق ويحتاج لوقت . وقلت له تنفيذ الأحكام لا يسير بسرعة عند مخاطبة شرطة عمان السلطانية وإتخاذ إجراءات التعميم . فقال لي تمام وتركني . فذهبت للشرطة الذين كانوا لا يزالون وقوف أثناء الحديث وسألتهم من هذا ؟ فكان الجواب أنه وزير العدل . فأستغربت أن الوزير يمر بنفسه وبدون الحراسات وبدون الكاميرات وبدون وسائل الإعلام , ويؤدي عمله دون أن يحدث ضجيجا ودون إستعراض كما يحدث في مصر . وكما يتميز الشعب العماني بالقيام بعمله بإخلاص يتميز بالهدؤ وعدم رفع الصوت في الحوار . وحسن المخاطبة , وعدم وجود المحسوبية , وتقديم أي خدمة لأي إنسان حتي وهو لا يعرفه . تحية للسلطان قابوس وتحية للشعب العماني والذي خرجت منه بأجمل الأخوات والأخوة . وتحية للرئيس السيسي - زيارة موفقة -وتعود سالما إلي أرض الوطن بإذن الله .