البيان القطري.. رضوخ أم هروب إلى الأمام؟!

  • 3/29/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أخيرا اعترف النظام القطري بوجود الجماعات الإرهابية على أرضه وبرعايته، فقد أعلنت وزارة الداخلية القطرية في بيان لها عن إدراج 19 شخصا و8 كيانات في قوائم الإرهاب كما أعلنت ذلك وكالة رويترز (تأسست عام 1851م على يد رجل الأعمال الألماني جوليوس رويتر)، فهل حقا النظام القطري أدرك خطأه أم يلعب على الحبلين؟!. لقد اعتبرت وكالة رويترز التي نشرت الخبر أن البيان القطري يعتبر خضوعا لمطالب الدول الأربع المقاطعة(السعودية والإمارات والبحرين وجمهورية مصر)، وأنه قد جاء بسبب ضغط الدول المقاطعة على النظام القطري لطرد الجماعات الإرهابية من أراضيه ووقف دعمهم، والغريب في الأمر أن وسائل الإعلام القطري المحلية والإعلام الخارجي الممول من قطر، بالإضافة إلى قناة الجزيرة، لم تنشر بيان وزارة الداخلية مع أنه يسير مع مطالب الدول المقاطعة، الأمر الذي يثير الكثير من الشكوك حول هذا البيان وأسباب الإعلان عنه الآن!!، لقد حاولت وسائل الإعلام القطرية الرسمية بالإضافة إلى قناة الجزيرة إخفاء قائمة الإرهاب عن القطريين بالداخل، وكأن هناك محاولة لتضليل الرأي العام القطري!. من يتأمل في الأسماء والكيانات الإرهابية في البيان القطري يرى بأنها ذاتها التي أدرجتها دول المقاطعة في شهر يوليو من العام الماضي(2017م)، والتي قدمت معها الدلائل الكثير على تورطهم المباشر وغير المباشر في دعم الأعمال الإرهابية في المنطقة، وهي الأسماء التي سكتت عنها الدوحة لأكثر من ثمانية أشهر على أمل أن تتراجع الدول المقاطعة عنها وتسقطها من حساباتها!. لذا التساؤل الذي يثار في الكثير من المواقع والمجالس لماذا تأخرت قطر عن الإعلان عن تلك القائمة وانتظرت تسعة أشهر من إعلان الدول المقاطعة لمطالبها لتجفيف منابع الإرهاب والتمويل وإغلاق المنصات الإعلامية؟، وثمانية أشهر منذ الإعلان عن قائمة الإرهاب؟!، لقد أكدت الأوساط السياسية بأن تراجع النظام القطري عن المكابرة قد جاء بعد يأسه من محاولات الهروب إلى الأمام، فقد حاول النظام القطري ضرب مبادرة الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت بوساطات إقليمية ودولية، فقد حاول الحصول على دعم الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها للتأثير على قرار الدول المقاطعة، ولكنها فشلت في ذلك لأن كما قيل قديما (اللي في الفخ أكبر من عصفور)، القضية ليست قضية خلاف حدودي، وليست مسألة سيادة وحصار، وليس على حقول نفط وغاز، إنها قضية الإرهاب التي يضرب هذه الأيام فرنسا وأمريكا ودول أخرى. لقد حاول النظام القطري اختراق الإدارة الأمريكية من خلال وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون (Rex Tillerson) الذي لم يستمر في منصبه أكثر من ثلاثة عشر شهرا، فقد حاولت قطر احتواءه وتسخيره لمشروعها التدميري رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال في المؤتمر الصحفي المشترك مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: «إن عهد الازدواجية في محاربة الإرهاب كما كان في عهد باراك أوباما قد انتهى، وإنه لا تهاون بعد الآن في محاربة الإرهاب وملاحقة رعاته ومموليه»، لذا ليس أمام النظام القطري من خيار سوى الكشف عن قوائم الإرهاب ومنصاته الإعلامية ومصادر تمويله!. إن قائمة الإرهاب التي جاءت في بيان وزارة الداخلية القطرية قد تضمنت أبناء عائلات عربية معروفة مثل النعيمي والكواري والكعبي والباكر والبوعينين والسويدي والعجي وأبوقبا، وهي قبائل لها ثقلها الاجتماعي في قطر، بالإضافة إلى سبع جمعيات وشركات كانت على علاقات مباشرة بتنظيمات إرهابية بالمنطقة مثل جماعة الإخوان المسلمين والقاعدة وداعش والحوثيين والنصرة وغيرها، بل كانت على علاقات مباشرة بالنظام الإيراني الذي يباشر أعماله الإرهابية من خلال الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي العراقي وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي وتنظيم القاعدة باليمنية، بل وامتدت الأيادي القطرية الآثمة إلى ليبيا وتونس ومصر حتى وصلت إلى القرن الأفريقي!. من هنا نرى بأن البيان القطري لا يسمن ولا يغني من جوع، فهو في قراءته الأولية ليس خضوعا وإستسلاما للإرادة الدولية- كما جاء عن وكالة رويترز- ولكنه هروب إلى الأمام لما للنظام القطري من سوابق في هذا المضمار!.

مشاركة :