قالت سمية الغنوشي، الباحثة البريطانية التونسية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، إن السعودية والإمارات والبحرين دول خليجية تلجأ إلى شكل من أشكال الانفتاح الاجتماعي والاقتصادي على وجه التحديد، لتفادي المطالبة بحقن جرعة من الليبرالية السياسية في أنظمتها السياسية المغلقة تماماً.أضافت الكاتبة، في مقال بموقع «ميدل إيست آي» البريطاني، أن السعودية تسعى، بعد سياسة طويلة من المحافظة الدينية، إلى التخلص من تراثها والتحرك نحو شكل من أشكال الليبرالية الثقافية والاقتصادية الزائفة. ورأت أن التحولات المفاجئة في السعودية كان يجب أن تكون مصحوبة بمستوى أساسي من الانفتاح السياسي، وليس العكس، مشيرة إلى أن التحول إلى الحكم الدستوري هو المقياس الأساسي للانفتاح والتحرر. خلاف ذلك، كل ما لدينا هو الليبرالية الاحتيالية التي هدفها الوحيد هو شراء حماية الغرب وصمت أميركا مقابل الحصول على غطاء زائف من الانفتاح الثقافي وضخ المليارات في اقتصادها من خلال عقود الأسلحة والاستثمار. وأوضحت الكاتبة أن هذه الدول الخليجية تدفع باتجاه شكل من أشكال الاستبداد الليبرالي الذي يقوم على نموذج للانفتاح السطحي على الصعيدين الثقافي والاقتصادي، ضمن مستوى غير مسبوق من القمع السياسي. واختتمت الغنوشي مقالها بالقول: «ما نراه في هذه الدول هو تكرار لنموذجي بن علي ومبارك، وهو نوع من الليبرالية الزائفة القائمة على خلق طبقة جديدة من رجال الأعمال المرتبطين بمن في السلطة، مع جرعة صغيرة من الانفتاح الثقافي تقتصر على الرقص والموسيقى، ويحيط بها صحراء قاحلة من السلطوية والقمع السياسي. كانت هذه بالضبط هي المعادلة التي أنتجت الربيع العربي، والتي قد تؤدي إلى سلسلة أخرى من الانتفاضات العربية».;
مشاركة :