قال أندرياس كريج الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الدفاعية في كلية «كينجز كوليدج» بلندن، إنه بعد أربعة أشهر من حصار قطر، من المرجح أن يؤدي الخلاف الاجتماعي والسياسي إلى إعادة عملية التكامل الخليجي إلى الوراء لسنوات، وزرع بذور الانقسام والفرقة والخلاف بين شعب خليجي مرتبط بشكل طبيعي بالعلاقات الدينية والعرقية والقبلية.أضاف الكاتب، في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، إنه في خضم الجمود الدبلوماسي حول أزمة الخليج، تطور الخلاف حول المصالح ووجهات النظر إلى صراع حول السرد في المجال العام العالمي، وبدلاً من العمل على إيجاد طريقة ممكنة للخروج من أسوأ أزمة في تاريخ مجلس التعاون الخليجي، تتبع دول الحصار الأربع أساليب أكثر لزعزعة استقرار قطر. وتابع «منذ البداية كانت هذه الأزمة هجوماً على التصور العام لقطر في العالم العربي والغرب، وبنت دول الحصار سردها على إيران ودعم الإرهاب، لكن سرعان ما فقد هذا الاتجاه تأثيره». ورأى الكاتب أن محاولة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص لبناء واستغلال زخم لمعارضة إقليمية وعالمية لقطر في محاولة لإحداث تغيير في النظام في الدوحة، استندت إلى سوء تقدير استراتيجي. وأشار الكاتب إلى أن دول الحصار الأربع توقعت أن تدعم إدارة ترمب بالإجماع هذه الحملة التي تتهم قطر بإبقاء علاقات وثيقة مع طهران والإرهابيين. ومع ذلك، على الرغم من أن ترمب أدلى ببعض التصريحات غير المتناسقة حول قطر، فإن وزارتي الخارجية والدفاع الأميركية سرعان ما أصدرتا تصريحات تتعارض مع الادعاءات ضد قطر. وأضاف «بعد شهرين من الأزمة، بدا وكأن دول الحصار الأربع خسرت معركة الرأي العام في الغرب. وبينما بدأ الزعماء الغربيون في دعوة دول الحصار إلى رفع العقوبات، تم استقبال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بمستويات غير مسبوقة من الدعم المحلي. وعند هذه النقطة، كان ينبغي أن يكون واضحاً لأي خبير استراتيجي في الرياض أو أبو ظبي أن تغيير النظام لم يعد خياراً». مع ذلك –والقول للكاتب- دخلت حملة الاتصالات الاستراتيجية لدول الحصار الأربع ضد قطر مرحلتها التالية: «تغيير النظام 2». وفي أواخر أغسطس، عرضت وسائل الإعلام السعودية والإماراتية عبد الله بن علي آل ثاني كـ»وريث مشروع للعرش القطري». وقال الكاتب إن المنشق عبد الله عاش بهدوء في لندن والسعودية كرجل أعمال دون أن يعبر عن أي طموحات سياسية، مشيراً إلى أنه لا يملك صورة عامة ولا قاعدة دعم عامة في قطر، وبالنظر إلى اهتماماته التجارية الواسعة في المملكة، يبدو من المرجح أنه قد استغل كفاءته ليصبح وجه هذه الحملة الجديدة. ولفت الكاتب إلى أنه عندما أعلن اثنان من أبنائه الولاء لأمير قطر، بدأت الإمارات ومصر بتفعيل خالد الهيل، يدعي أنه رجل أعمال قطري يعيش في لندن، وأسس في عام 2014 حركة المعارضة في قطر، وهي منظمة ذات أجندة سياسية مشكوك فيها. وأوضح الكاتب أن عدم امتلاك الهيل لواسطة قبلية، ومصداقية وشرعية، سواء في المنفى أو في الوطن، جعله مرشحاً غير مناسب لتغيير النظام. وبعد أيام قليلة من مؤتمر لندن في سبتمبر عام 2017، بدأت وسائل الإعلام السعودية والإماراتية في الترويج للمرشح الثالث: سلطان بن سهيم آل ثاني. وأشار الكاتب إلى أن سلطان، وهو الطفل الثامن لأول وزير خارجية لقطر، قد انتقل مؤخراً إلى باريس. ومثل عبدالله، لدى سلطان مصالح تجارية في المملكة العربية السعودية. ويقول «استناداً إلى أبحاثي الميدانية في قطر، فإن أياً من المرشحين ليس لديه أي قوة في قطر وعبر الخليج، ولا أي مطالبة شرعية بحكم الدولة». وأضاف «غالبية القطريين يعرفون أن البلد مدين بتطوره الضخم وثروته الهائلة لقرارات وسياسات حمد بن خليفة، الأمير الوالد، وفرعه من قبيلة آل ثاني، وبالتالي خلافاً للمملكة العربية السعودية والبحرين ومصر، لا يوجد معارضة اجتماعية سياسية في قطر. وأوضح كريج أن السعوديين لعبوا منذ فترة طويلة «لعبة العروش الخطيرة»، وتأليب زعيم قبائل ضد آخر في سياسة «فرق تسد» في قطر، لكن الآن انتهى عصر إسقاط الأنظمة باستخدام السلطة الناعمة للمملكة.;
مشاركة :