ثورة «الكاوتشوك»

  • 4/7/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يونس السيد إشعال آلاف إطارات «الكاوتشوك» التالفة على طول حدود قطاع غزة فكرة إبداعية فلسطينية؛ جاءت رداً على غطرسة الاحتلال وإمعانه في إطلاق النار والرصاص الحي على جموع المشاركين في مسيرة «العودة الكبرى» وارتكاب المجازر بحقهم، على غرار ما حدث في مسيرات يوم الجمعة الأولى، التي تزامنت مع ذكرى «يوم الأرض». الفكرة ليست جديدة تماماً؛ إذ لطالما استخدم المتظاهرون الفلسطينيون الإطارات المشتعلة إبان الانتفاضات والمواجهات السابقة مع جنود الاحتلال؛ لكنها تصبح مختلفة حتماً عندما يقوم المتظاهرون الفلسطينيون بإحراق نحو 10 آلاف إطار دفعة واحدة؛ للتعمية على جنود الاحتلال، ومنع القناصة وطائرات «الدرون» من إطلاق النيران وقنابل الغاز وارتكاب مجازر جديدة بحق المتظاهرين السلميين، وهم من مختلف فئات الشعب الفلسطيني شيوخاً وشباناً ونساءً وأطفالاً، ضاربين بعرض الحائط كل الإدانات والانتقادات الدولية. وزير حرب الاحتلال أفيغدور ليبرمان، لم يرفض فقط مطالبات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بفتح تحقيق في مجزرة يوم 30 مارس/آذار، التي ذهب ضحيتها 16 شهيداً، ونحو 1500 جريح؛ بل أعلن أنه سيتم تكريم الجنود، الذين أطلقوا النار على الفلسطينيين العزل. وإزاء هذه الغطرسة «الإسرائيلية» المتعطشة للدم وارتكاب المزيد من المجازر، كان الفلسطينيون يبحثون عما يوفر لهم بعض الحماية، أو على الأقل، يجنبهم خسائر بشرية كبيرة، بما يمكنهم من مواصلة فعاليات مسيرتهم، وتحقيق أهدافهم الوطنية، وتحريك المجتمع الدولي؛ لنصرة هذه الأهداف، على الرغم من أن إحراق الإطارات المشتعلة بهذا الحجم، يشكل مخاطرة كبيرة لما يجره من أضرار هائلة على البيئة والحياة البشرية وعلى المشاركين أنفسهم، في حال خذلتهم الأحوال الجوية، ودفعت الرياح السموم المنبعثة من الإطارات المحترقة باتجاههم. صحيح أن الفكرة اقترنت بإرشادات وتعليمات واضحة للنشطاء والمشاركين بشأن كيفية التعامل مع هذه الحالات، ومع قنابل الغازات، التي تلقيها طائرات الاحتلال؛ لكن لا يوجد أي ضمانة لعدم حدوث تأثير عكسي للإطارات المشتعلة. ومع ذلك، لا يملك الفلسطينيون الكثير من الخيارات لتجنب المجازفة؛ بل إن هناك إصراراً فلسطينياً على تحدي إصرار الاحتلال على القتل، والمضي قُدماً في مسيرات العودة وصولاً إلى المسيرة الكبرى يوم 15 مايو/أيار، ذكرى النكبة الفلسطينية الكبرى، والذي سيتزامن مع موعد تنفيذ قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومن المرجح أن يؤدي إلى انفجار الغضب الفلسطيني الكبير، وأن يحرق معه الأخضر واليابس، حتى ولو عن طريق «ثورة الكاوتشوك»؛ بعد أن لم يعد للفلسطيني ما يخسره سوى القيود، التي كانت تكبل كل تحركاته في العودة الفعلية إلى فلسطين. younis898@yahoo.com

مشاركة :