قبل خمسة عشر عاما، ورغم إصرار وزير الإعلام العراقي آنذاك محمد سعيد الصحاف على تكرار جملته الشهيرة أمام عدسات الصحفيين، بأن العلوج يتساقطون على أسوار بغداد، كانت القوات الأمريكية ومعها دعم عسكري وسياسي من نحو ستة وثلاثين دولة تتقدم بسرعة نحو ساحة الفردوس لتكمل إسقاط العاصمة وتتم حربا مهدت لها بسنوات طوال من الحصار. وهيأت لها بمسرحية كانت أول فصولها إقالة مدير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، البرازيلي خوسيه بوستاني، قبل أن تشهد أروقة مجلس الأمن إتمام كولن باول وزير الخارجية الأسبق للآخر الفصول. سقطت بغداد وانهارت معها المنظومة الأمنية بقرار من الحاكم المدني للعراق آنذاك بول بريمر بحل الجيش العراقي، ليُشرع الباب أمام المجموعات المسلحة التي أدخلت البلاد في حرب طائفية كشفت نجاح الأمريكيين في تفكيك المنظومة الاجتماعية أيضا. خمسة عشر مضت وما زال العراق ينفض غبار تداعيات التدخل الأمريكي وآخرها تنظيم داعش وفساد متجذر يأمل العراقيون أن تشكل محطة الانتخابات القادمة فرصة لتجاوزها. في هذه التغطية الخاصة نقدم قراءة في ظروف الغزو الأمريكي للعراق وتبعاته على المنطقة العربية.
مشاركة :