«الآيفون القصير»... الجماد يفكِّر بالنيابة عنَّا

  • 4/23/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هل صار الجماد يفكر بالنيابة عن الإنسان! هذا هو المعنى الذي تحرص مسرحية «الآيفون القصير» على إبرازه إلى جمهورها من الأطفال الذين ملأوا قاعة مسرح الدسمة، في آخر العروض المسرحية للدورة السادسة من المهرجان العربي لمسرح الطفل، الذي أُسدِل الستار مساء أمس على ختام فعالياته بتوزيع الجوائز على العروض الفائزة، وحضر العرض - إلى جانب الجمهور المستهدف وهو الناشئة - كوكبة من المهتمين والمتابعين لمسرح الطفل، إلى جانب الضيوف. مسرحية «الآيفون القصير»، التي عرضتها فرقة مسرح بغداد للتمثيل، من تأليف قحطان زغير وإخراج علاء قحطان، في حين تقاسم تجسيد شخصياتها أحمد محمد صالح وياسر قاسم وعدي الكرخي. وتحمل «الآيفون القصير» بين ثنايا أحداثها مجموعة من الأفكار التي تفيد شريحة الأطفال في صغرهم، كما تمتد إلى مستقبلهم، وأكثرها يتعلق بالعصر الذي نعيش فيه، حيث تنتشر الأدوات الذكية والتكنولوجيا المتقدمة على نطاق واسع، وهي ليست فقط تؤدي دوراً مهماً في حياة الإنسان، بل إن هذا الدور صار يتسع أكثر فأكثر، حتى صارت هذه التكنولوجيا تساعد الإنسان على التفكير، بل إنها باتت تفكر لأجله وبالنيابة عنه، وتطرح أيضاً جملة من الأفكار من بينها كيف أن كل الأشياء لها قيمة في حياتنا، حتى الجماد له دور، وتعرِّج المسرحية على الدور العميق الذي أضحت تزاوله كل من الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وغيرها، واعتماد الإنسان عليها بدرجة غير اعتيادية ولا مسبوقة!كما تدعو المسرحية الأطفال، في ظل انغماس إنسان العصر الحالي في معالم الحداثة التكنولوجية، التمسك بقديمنا لأنه يُعَد محورا مهماً من محاور الحياة، لا يحق إهماله أو التغاضي عنه لأنه جانب مهم من هوية المرء وخصوصيته، ومن ثم تقول المسرحية إن علينا إقامة توازن حقيقي بين الحديث والقديم وفقاً للحدود التي تجعل الحياة سهلة مريحة بقدر الإمكان.  العرض اشتمل على عناصر للتشويق تخللت أحداثه، من بينها اللوحات التمثيلية والمعزوفات الموسيقية، بجانب الإضاءة التي ساعدت على تجسيد الفكرة، وتوضيحها، بجانب قضايا أخرى احتوتها منها الاغتراب عن الأوطان والحنين إليها، وهما يعتبران من المتاعب التي يواجهها الإنسان في مسيرته الحياتية، إلى جانب الدعوة إلى السلم والتعايش مع الواقع والغير.

مشاركة :