أظهرت تقارير مؤسسة التايمز العالمية مؤخراً، أن جامعة قطر تغلبت على جامعات دول الحصار في معدل إنتاج الفرد الواحد في البحث العلمي، وفقاً لما نشرته «العرب» مسبقاً يوم 27 مارس الماضي بهذا الخصوص، بالإضافة إلى الزيادة الواضحة في إنتاجية الباحث في قطر، وبمعدل أسرع من إنتاجية أكثر دول الحصار، كما كان تأثير الاقتباس العلمي الميداني لأبحاث قطر هو الأعلى، مما يؤكد على جودة الأبحاث المنشورة.في مجال التعاون الدولي، فإن البحوث الناشئة من جامعة قطر، والتي شارك في تأليفها باحثون دوليون، تشكل ثلث الأوراق البحثية المشتركة دولياً المقدمة من دولة قطر بشكل عام. وتعليقاً على ذلك، أكد الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر، أن الجامعة باعتبارها المؤسسة الوطنية الأولى للتعليم العالي في البلاد، لديها ثقافة نشطة في البحوث التعاونية، وخارطة طريق طموحة للبحوث، تستهدف القضايا المحلية والإقليمية والدولية. ولفت إلى أن التعاون الدولي يشغل صميم استراتيجية أبحاث جامعة قطر، مشيراً إلى أنهم يدعمون الباحثين، ويحفزونهم على ثقافة تقاسم المعرفة في البحث عن الحلول للتحديات المحلية والإقليمية، وحول تأثير الحصار الجائر على الأبحاث في الجامعة، قال الدرهم: «لم تؤثر أزمة الخليج الأخيرة على جودة وكمية الأبحاث في الجامعة، وقد أدت جهودنا البحثية المتزايدة باستمرار إلى إصدار أكثر من 4658 من المطبوعات المشتركة مع 1835 مؤسسة متعاونة». وأضاف أن الجامعة مستمرة في جهودها لتعزيز الروابط مع المجتمع، ولتعظيم التأثير -ليس فقط على الطلاب- وذلك من خلال تطوير برامج التنمية، والاستفادة من خبرات أعضاء هيئة التدريس والطلاب في مختلف الكيانات في قطر وخارجها. وأكد على اهتمامهم بمواصلة التركيز والالتزام بمتابعة الجودة الأكاديمية والبحثية والتميز نحو اقتصاد قائم على المعرفة. وأشارت د. مريم العلي المعاضيد نائب رئيس الجامعة للبحث والدراسات العليا، إلى أن هذا يؤكد التفوق الواضح في مجال البحث العلمي لجامعة قطر خلال السنوات الماضية. وأوضحت د. المعاضيد أن الجامعة في استراتيجيتها الجديدة للأعوام 2018-2022 تسعى لأن تتفوق في البحوث المُركزة، ذات الصلة باحتياجاتنا المحلية، والقابلة للقياس، والمؤثرة، والتعاونية، والتي تنصبّ على إيجاد الحلول، وتدفع إلى التقدم في المعرفة والابتكار. وأشارت إلى غزارة الإنتاج من البحث العلمي في جامعة قطر، وأكدت الدكتورة على أن منصة البحث العلمي في جامعة قطر تصدر عدداً لافتاً من المطبوعات، وذكرت أن الجامعة نجحت في ضمان استقطاب المنح وزيادة عدد شراكاتها الدولية. وأكدت أنهم مهتمون باستمرارية تطوير المنهجية البحثية، فضلاً عن أملهم في أن تساهم مشاريع أبحاث جامعة قطر، والشراكات التي تعقدها في دعم وارتقاء وتطوير الاقتصاد القطري. من جانبه، قال السيد سيزار وازن مدير مكتب البعثات والشراكات الأكاديمية في جامعة قطر: «حتى في الأوقات الصعبة الحالية التي تسببت بها أزمة الخليج، والتي سبقها انخفاض أسعار النفط، لم تتأثر الموارد، بل على العكس، لافتاً إلى أن الانطباع العام هو أن الحصار الجائر كان بمثابة عامل مساعد لتنفيذ التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وازدهار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وجهود ريادة الأعمال التي أعطت نتائج فورية مع الحكومة القطرية، لتؤكد أنها قادرة على الحد من الآثار السلبية للحصار». الإنجازات البحثية للجامعة خلال الفترة الأخيرة في إطار برنامج الأولوية الوطنية للبحث العلمي NPRP حققت جامعة قطر 500 منحة ضمن 10 دورات من البرنامج، وبلغ عدد الشراكات البحثية للأبحاث التي حصلت على منح بحثية ضمن NPRP نحو 330 شراكة بحثية، تمتد حول العالم إلى أوروبا، والأمريكيتين، وأستراليا، وقارة آسيا. وفي برنامج الخبرة البحثية للطلبة الجامعيين UREP حصلت جامعة قطر على 587 منحة بحثية في 21 دورة، بما يؤكد حرص البرامج الأكاديمية المتنوعة على أن يخوض طلبة الجامعة التجربة البحثية مبكراً. وخلال الفترة من العام 2013 – 2017 منح الباحثون من جامعة قطر 12 براءة اختراع، من أصل 115 تم الإفصاح عنها، لتؤكد مرة أخرى تفوق جامعة قطر في المجال البحثي. الأولويات البحثية تسعى جامعة قطر بشكل مستمر إلى دعم وتعزيز توجه الدولة إلى اقتصاد المعرفة، وذلك لن يكون إلا بخلق جيل من الباحثين والطلاب المؤهلين علمياً، ويملكون أدوات البحث مدى الحياة، ولديهم مَلَكات التحليل، وقادرين على التعامل بإيجابية مع أية تحديات قد تطرأ أمامهم في حياتهم العامة والمهنية. كما أن عنصر البحث العلمي وقوته في الجامعة يشكل جزءاً محورياً من عملية التقييم في ما يتعلق بتصنيف الجامعات الدولي، وذلك من حيث تأثيره على درجة الاقتباسات بالإضافة إلى درجة تقييم النظراء. والنمو في المجال البحثي عملية طويلة المدى وتتطلب الوقت، بدأت جامعة قطر في تحديد أهداف الجامعة البحثية، والتي تتألف من 3 عناصر رئيسية، وهي: بناء القدرات البحثية، والحرص على جودة في المشاريع البحثية، وأن تكون قادرة على المنافسة والتأثير في حركة البحث العلمي عالمياً، والمساهمة في بناء اقتصاد المعرفة. وتعتمد جامعة قطر 4 أولويات بحثية رئيسية، وعدداً من المجالات الفرعية تتبعها، وهي كالتالي: أولاً- استدامة الموارد والطاقة والبيئة، وتتبعها مجالات: 1- الغاز الطبيعي المسال والطاقة البديلة. 2- المواد وتقنية النانو. 3- الموارد البحرية. 4- تأمين المياه والهواء والغذاء. ثاني المجالات البحثية الرئيسية: التغيير الاجتماعي والهوية، ويتبعها المجالات الفرعية التالية: 1- التحديث، والهوية الوطنية، والمجتمع. 2- الإسلام والقضايا المعاصرة. 3-التعليم وبناء القدرات الوطنية. ثالثاً- مجال: السكان والصحة والعافية، ويتبعها المجالان التاليان: 1- الوقاية والعلاج للأمراض المزمنة غير المعدية. 2- السلامة المرورية. ورابع المجالات البحثية في جامعة قطر، تشمل: المعلومات والاتصال والتقنيات، ويتبع هذا المجال: تشغيل المعلومات الذكي والآمن.;
مشاركة :