وقد وصلت رواية «الحالة الحرجة للمدعو ك» للكاتب السعودي عزيز محمد، إلى القائمة القصيرة لبوكر هذا العام، ومن المتوقع أن تفوز بجائزة البوكر هذه المرّة، نظرا لذلك الفيض الغامر والثرثرة البليغة التي عبر بها عن حالة إنسانية تتمثل في معاناة البشر مع مرض السرطان. وتدور أحداث الرواية، حول ظروف إنسان يعاني العزلة والوحدة، وتخلص من علاقاته مع الآخرين ولا سيما أفراد اسرته، زملائه بالعمل، أصدقائه، ويسخر منهم ومن نفسه ومن كل شيء. تسود روح ساخرة في أجواء النص، يهرب إلى عالم الأدب والروايات ويجد نفسه في الشخصيات الروائية التي يتعلق بها ويحبها، علاقاته بالشخصيات الخيالية أكثر واقعية وجدية من علاقاته بالناس وبأسرته حتى أمه الذي يصف العلاقة بينهما أنها احتقار متبادل وأيضا انتقاد، لكنه يعترف دائما أن كلاهما تعوزه الرقة. يستوحش المكان وخاصة مكان العمل ويصفه بطريقة غريبة منها مثلا: "الواجهة الزجاجية العالية تسرب ضوء الشمس بكميات كبيرة، وفوق هذا ثمة لمبات إنارة داخلية ساطعة، تتداى بحبال على مستوى يعلو فوق الرؤوس بقليل، كأنما لتطارد كل بقايا الظلال. ليس ثمة مقاعد ولا حتى أماكن لائقة للوقوف، فقط أعمدة رخام ضخمة تلمع بانتظام. أما السقف فيمتد مرتفعا للأعلى، على بعد مبالغ فيه. تشعر من ارتفاعه الهائل، ومن خلو المكان من أي محتويات تقف إلى جانبك، كأن المكان قد صمم بحيث يبدو الإنسان أتفه شيء فيه" تدهور حالته الصحية ويصاب بمرض خطير يؤثر على علاقاته وطريقة تعامله مع الأمور، يضطر لاتخاذ قرارات سريعة ومستقبلية تخص عمله وعائلته، يصف حالته ومشاعره وىلامه بحالة مؤثرة وعميقة، يظل محتفظا بعالمه الخيالي الذي صنعه من قراءة الروايات والأدب، يصف أيضا علاقته بالأغاني وكيف تؤثر على حالته الصحية، يخوض تجارب مختلفة ومتنوعة مع المرضى والفريق الطبي الذي يعالجه وتتطور علاقاته بالأفراد من حوله.