أقصد سيادة الأمين العام للأمم المُتحدة السيد بان كي مون حين صرّح لوكالات الأنباء ومحطات التلفزة المختلفة بقوله "إن الوسائل العسكرية لا تكفي لمواجهة التطرف والتخلص منه". ويقول كاتب هذه السطور إنه وغيره من كتّاب هذه البلاد قد قالوها (منذ مبطي) أقصد وقت نشاط إرهاب القاعدة ومن شايعها وأيدها في بلادنا وواجهتها وزارة الداخلية آنذاك ومازالت بكل حزم واقتدار وسيطرة. قلنا إن الشق الأمني أو العسكري ولغة الرصاص التي يفهما جيداً كل إرهابي ليست كافية للقضاء على الإرهاب ولا مواجهة التطرف الديني. قلنا هذا قبل أكثر من عقد ونيّف من الزمان ولا زال حال التطرف ونشاط الإرهاب على ما هو عليه. نعم.. نحن نجحنا هُنا في بلادنا بكسر شوكتهم ودحرهم لكن لا زال فكرهم متنامياً ويجد قبولاً وتأييداً والدليل عدد السعوديين/السعوديات الذين ينفرون خفافاً وثقالاً للانضمام لصفوف داعش والنصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية المطاردة دولياً. إذاً ليس كلام السيد بان كي مون بجديد ولا مُفيد. ربما أراد الأمين العام وهو الدبلوماسي العتيد بكلامه هذا تبرئة المنظمة الدولية من تقصيرها في مواجهة الإرهاب ولاسيّما وملك هذه البلاد مُحارِب الإرهاب الأول قالها قبل عدة أشهر في خطابة التاريخي انه لم يكن يتوقع هذا التخاذل العالمي في دعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي دعا إليه شخصياً حفظه الله وفي أكثر من مناسبة ومحفل. حسناً ما هو المُفيد إذا كان كلام السيّد بان كي مون باهتاً ومكروراً؟ المُفيد هو التحرك الفاعل للحد من تجنيد صغار السن والعقول واستمالتهم صوب هذه التنظيمات المتوحشة. كيف؟ بعدة وسائل وأساليب أهمها إسكات تلك "النيران" الكلامية أيّاً كان مصدرها (مدرسة، جامعة، منبر، موقع إنترنتي، وسيلة اتصالية) التي تُلهب مشاعر ووجدانات الشباب وتدفعهم (للحماس) الأهوج ومن ثم النفير إلى مناطق الصراع والاصطفاف مع أرباب الإرهاب والمجرمين أصحاب السوابق والمطاردين دوليا. هذه الخطوة يُفترض القيام بها فوراً دون تباطؤ ثم الاشتغال على صياغة برنامج عمل يؤسس لمنظومة (الأمن الفكري) الذي ربما يُعيد الطمأنينة لرب كل أسرة يخشى الفجيعة على ومن أهل بيته. أثناء هذا وذاك لابد من مواجهة الخطاب القبوري المتطرّف بخطاب عقلاني صريح وواضح يشرح قضية الجهاد من(ألف، باء). لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net
مشاركة :