آه يا وطني - عبد الله إبراهيم الكعيد

  • 2/19/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

إنّي أتحسر بالفعل... أتحسّر على الحال غير المعقولة ولا المقبولة..! لقد قسونا على الوطن بلا مبالاة بعضنا وعدم إخلاص البعض الآخر. هل يُعقل أن يعجز أصحاب العقول والنُهى عن حل معادلة وجود عشرة ملايين وافد بين ظهرانينا بينما يُعاني أهل الوطن من بطالة وعطالة ؟؟ أفتوني في قولي هذا إن كنتم للوضع تفهمون. سأروي لكم من واقع تجربة شخصيّة حال سوق العمل اليوم. لي أكثر من سنتين وأنا أقف بنفسي على تشييد بيت لي. منذ أول مسمار بدأ فيه المقاول المُهمّة مروراً بكل مراحل البناء والتشطيب وحتى تسليم المفتاح لم أرَ أو أُقابل سعوديّاً واحداً على الإطلاق. ماذا يعني هذا؟؟ لاحظوا أنني أتحدث عن قطاع البناء والتشييد فقط وأكيد أن حال بقية القطاعات (سيم سيم) حسب لهجة السوق التي تعج بأكثر من 120 جنسية مُختلفة. الخطورة حضرات السيدات والسادة لا تنحصر في البطالة أو إنهاك الاقتصاد المحلي أو التأثير في ثقافة المجتمع بل إلى ما هو أبعد وأكثر تأثيراً. إلى تعويد أفراد المجتمع على الاتكاليّة وزعزعة يقينهم بالقدرة على إدارة شؤونهم بأنفسهم وأن لا غنى عن هؤلاء الوافدين بأيّ حال. تلك هي الخسارة الموجعة فهل يُدرك هذا من وليّ مسؤولية إعداد المهنيين والتقنيين وتدريب الأيدي العاملة؟ قبل أكثر من ثلاثة عقود حذّر الخبير الاقتصادي روبيرت شيلر أستاذ علم الاقتصاد بجامعة "ييل" الأمريكية، من مخاطر الاعتماد الكلّي على الأيدي العاملة الأجنبية ونصح بلادنا بانتهاج الأساليب المتعارف عليها لصناعة ضباط صف الأعمال المهنية والصناعية وعدم التركيز الكُلي على الوظائف الحكومية. كالعادة لم نعطِ أهمية لمثل هذه التحذيرات والنتيجة بطالة مُقلقة يتبعها جرائم ثم إنهاك للاقتصاد الوطني حيث قدّر خبراء المال المبالغ التي تم تحويلها للخارج من قبل الوافدين بما يتجاوز 120 مليار ريال في العام المنصرم 2013 فقط وما زال الحبل على الجرار. لا يختلف اثنان على إخفاق المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في صناعة مهنيين يملكون مهارات يقبلها سوق العمل في أيّ مجال. الجميع يعرف بأنه قد صُرِفَ على هذه المؤسسة الهُلاميّة مليارات لا تُحصى من الريالات على مدى العقود الماضية ومع هذا كانت النتيجة مخيّبة للآمال بل ربما تصل إلى نسبة الصفر المُكعّب. الحل: إلغاء هذه المؤسسة وتسليم مبانيها وأجهزتها لوزارة التعليم العالي للاستفادة منها وفتح مشروع للابتعاث بغرض التدريب المهني على غرار مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي الذي تبناه وتابعة بكل عناية الملك التاريخي. بهذا نكون قد حققنا أكثر من هدف استراتيجي.

مشاركة :