نعى الناقد الدكتور شريف الجيار، رحيل المفكر والعالم قدري حفني أستاذ علم النفس السياسي بجامعة عين شمس، والذي رحل عن عالمنا الأحد 6 مايو الجاري عن عمر يناهز الـ 80 عامًا. وقال الجيار في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": "إن الدكتور قدرى حفني المفكر الكبير يمثل إحدى الأيقونات المصرية في علم النفس السياسي في العالم العربي، حيث أسس منذ سبعينيات القرن العشرين توجهًا علميًا في مجال علم النفس، ينخرط مع التاريخ والإنسان المصري، الذي لعبت به المقادير". وأضاف: "كان هدف هذا العالم الجليل هو حماية الشخصية المصرية والعربية من كل توجه غير علمي يؤدي في النهاية إلى الإرهاب والأصولية العلمية". وأوضح الجيار أن المفكر الكبير قدري حفني قدم مشروعًا مبكرًا لحماية الدولة المصرية والمنطقة العربية من الإرهاب والفكر الأصولي، حيث أكد من خلاله على تغيير منظومة التعليم التي تعتمد على التلقين والحفظ. كما دعا إلى تدريس بعض المواد الإنسانية التي تعتمد على التفكير والبدائل مثل الفلسفة المنطق، على أن تدرس هذه المواد في كل الكليات لاسيما الكليات العلمية مثل الطب والهندسة والصيدلة وحتى بداخل الأزهر الشريف لكي ننقذ الطالب من أحادية الفكر ويتم تشكيل رؤاه ومستقبله على قبول الآخر وعلى تعدد الرؤى وتعدد الأفكار. وتابع:" هذا المفكر الكبير صاحب مشروع فكري شامل لمناهضة الإرهاب منذ فترة السبعينيات والثمانينات وهو ما تجلى بشكل واضح في أبحاثه القيمة التي نشرت مع بداية السبعينيات مثل التفسير النفسي للتاريخ وعلم النفس الصناعي والصراع الطبقي، إلى جانب عديد من الترجمات والمقالات المهمة التي تحذر من التعليم المنغلق، الذي يعتمد على التلقين المستمر دون منطق تفكيري فلسفي يجعل الشخصية المصرية والعربية تقبل الآراء المتعددة". وأضاف: لذا يكمن مشروع هذا الرجل في حماية الوطن العربي من خلال منظومة علمية فكرية فلسفية داخل التعليم في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، كما يعد هذا المفكر الكبير واحدًا من الليبراليين الكبار على صعيد فكرى وعلى صعيد الرؤى المستقبلية لأنه يمتلك استقراءً جيدًا للواقع ويرى بعين الفيلسوف والمفكر المستقبل لواقعنا المصري ولواقع منطقتنا العربي. واستطرد: كأنه منذ السبعينيات يؤكد على أن الحل لإنقاذ أي دولة من الأصولية المنغلقة هو ليبرالية التعليم وعلميته بدلًا من الانغلاق والأحادية". وأضاف الجيار أنه لم يسعه الحظ في أن يتقابل مع المفكر الكبير قدري حفني، ولكنه كان له أثر كبير في الأجيال المتعاقبة وخلف وراءه مجموعة من الأساتذة الكبار في علم النفس ينتشرون في الأكاديميات العربية والعالمية، قائلًا: "هذا الرجل له فضل وتأثير أكبر في أقسام علم النفس السياسي في الأكاديمية العربية وعمل في العديد من المناصب داخل مصر وخارجها، ومن ثم كان تأثيره يجسد ملمحًا بارزًا في أقسام علم النفس".
مشاركة :