سوريا .. لقد بلغ السيل الزبى

  • 9/18/2013
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

الزبى ــ لمن نسي ــ حفرة تحفر في أعلى الجبل لصيد القطط البرية أو الأسد الجبلي، وإذا وصل السيل إلى هذه الحفرة، فهذا نذير بغرق كل شيء. وسوريا وصلت إلى حد الاستعمال المفضوح لقتل المدنيين بالأسلحة الكيمياوية، وهو كبلوغ السيل الزبى والتعدي على كل ما هو مقبول إنسانيا. ويتحاور الكونجرس والبرلمان البريطاني حول ماذا يفعلون، بينما يزداد الأسد دموية وعنفه ضراوة تعود عليها ونظامه في تمرد واضح على الإنسانية والحضارة والقوانين والأعراف الدولية. وينظر العالم إلينا على أن الشرق الأوسط قد صبغ بالهمجية والفوضى والغوغائية، وسببها أفراد عميت أبصارهم وأسماعهم وقلوبهم وملئت بالطمع والكبرياء والعنجهية والمادة. إسرائيل أول من بدأ بالأعمال الإرهابية في المنطقة في فلسطين بعصابات الأرجون الإسرائيلية بقتل المدنيين الفلسطينيين لإنشاء ما عرف لاحقا بدولة إسرائيل. وأعطت أفعال بعض الحكومات العربية وحروبها على المدنيين العزل وعلى المواطنين في نفس البلد فقط لاختلاف في مذهب أو إثنية أو دين أو حزب، أعطت الضوء الأخضر لفعل أي شيء عدواني بالشرق الأوسط، فهو مبرر من سكان المنطقة أو الدخلاء المرتزقة أو المستعمرين. فإذا وصل الأمر حد استعمال العنف وبمستوى مذابح على نطاق واسع ماذا تتوقع كمستقبل لبلد يتحكم فيه أناس بلا مبدأ. أما استعمال الأسلحة الكيمياوية فهذا جنون الكراهية والحقد وسلاح العاجز المغرور الذي يشعر أنه سيموت عما قريب. سبب ذلك أساسا غرور أفراد وعصابات حول السلطة وبعدها تماما عن الإحساس بالشعب السوري بكامل أطيافه ومشاكله وغياب التحاور المفتوح والنقد الصحي، كما في كل الدول المتحضرة ووجود شعرة معاوية والحكمة في العلاقة بين الحاكم والمحكوم. وعندما تنفرط الأمور تغيب جميع وسائل التواصل والشعور والإحساس بأي روابط بين القيادة والشعب. وطبعا الأمور انفرطت وخرجت عن السيطرة، ولهذا لا يمكن إيجاد حل سلمى لأن الجميع تعدى نقطة العودة، فكل بيت سوري اليوم لديه شهيد أو أكثر، والجرح أكبر من علاجه. استعمال السلاح الكيمياوي يعد سابقة مخيفة حتى لروسيا، والعالم ينتظر حتى لا تكون سابقة يولدها الآخرون في قوائم محور الجنون وليس الإرهاب فقط، وهى سبب يجعل العالم يتخبط في كيفية التعامل معها. فليست هنالك طريقة منظمة للتعامل مع الجنون الكيمياوي ولا يبقى بعده إلا الجنون الذري. الذين لا يعرفون الأذى الذي يستطيع الإنسان إنزاله بالآخرين باستعمال هذه المواد الكيمياوية المتنوعة مخيف ويوجب حظرها تماما. العبرة بمعاقبة المجرم مهما طال الزمن وسيعاقب وهو يعتقد أن روسيا ستكون آمنة له ولن تكون، فكل روسيا وأركانها يملؤها فساد مادي يمكن شراؤه وإن لم يكن اليوم فغدا. الموضوع ليس الحرب التقليدية الآن، ولكنه خط أحمر بحرب كيمياوية وعقابها وتسليم المخزون مثل أن يرد اللص النقود التي سرقها، ولكن الجريمة لها عقاب، وإلا انفلت الحبل على الغارب، وغدا يستعمل مجنون آخر سلاحا نوويا وتقوم الحرب الذرية، وكلاهما غير إنساني. السلاح الذري استعمل مرة واحدة من أمريكا وعرف العالم مدى الضرر الذي يمكن أن يلحقه بالإنسان ويقدر عدد الموتى في مدينة صغيرة بمائتي ألف تقريبا نصفهم. في المدن الكبيرة، اليوم الآثار تكون أكبر وأكثر أذى وأقل إنسانية. الحروب كلها سيئة، ولكن الذي يحصل في سوريا اليوم لا يمكن السكوت عليه وبأي ثمن؛ لان مبادئنا تمنعنا من القبول بقتل إخواننا بيد فئة ظالمة ومنحرفة. المملكة موقفها واضح، وهو موقف كل من يؤمن بالسلام والعدل، وإغاثة الأخ المسلم واجب. يجب أن نقف صفا واحدا مع القيادة لعمل كل شيء ممكن لحماية مدنيي سوريا من بطش الجبناء وحلفائهم الأجبن. الغرب يفعل ما هو في صالحه، أما نحن في المملكة العربية السعودية فنفعل ما يمليه علينا ضميرنا وعقيدتنا وإيماننا بنصرة المظلوم. وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم. وفق الله القيادة وأعانها في كل خطوه تتخذها ومساعيها في السلام ودعمها لشعوب المنطقة. إنه نهج محمدي ترعاه عين الله.

مشاركة :