ذكرت الشرق الأوسط (20 نوفمبر) أن في بريطانيا (العظمى) أعرق الديمقراطيات الأوروبية فندق يمارس أشد أنوع الاستبداد غير المسبوق في التاريخ البريطاني المعاصر. هذا الفندق واسمه "برود واي" لا يقبل أي انتقاد مهما صغر. أما العقوبة فحسم فوري مالي. العميلان هما السيد/ توني جيكينسون وزوجته جان اللذان سجلا انطباعاتهما في موقع إلكتروني معروف هو "تِرب أدفايسور" أو (مستشار الرحلات) فقالا عن إقامتهما في الفندق بأنها (إقامة في كوخ حقير كريه الرائحة). وما كان من إدارة الفندق إلا أن خصمت من بطاقتهما الائتمانية مبلغ 100 جنيه إسترليني. وكنت أحسب أن هذه العقلية الاستبدادية خاصة بالحكومات الشيوعية البائدة، وأنها على وشك الانقراض على مستوى العالم مع بقاء بعض البؤر الاستبدادية هنا وهناك، ليس على مستوى دول فحسب، وإنما على مستوى إدارات وأفراد. وتذكرت كيف كانت بعض الأنظمة العسكرية العربية تذيق مواطنيها ألوان العذاب، حتى وهم خارج أوطانهم، وبعض الأنظمة كانت تلتزم الصمت حتى إذا عاد المواطن المغضوب عليه ألقوه في غياهب السجون وكانتونات التعذيب. وأذكر من هؤلاء مواطن ليبي مبتعث (اسمه فيصل) يدرس في الجامعة نفسها التي درست فيها قبل حوالي 37 سنة، ولكن في تخصص آخر. وكانت المفاجأة أن استيقظنا ذات يوم وقد بلغنا خبر إطلاق الرصاص عليه من زبانية القذافي، فأصابوه في إحدى عينيه، لكنه نجا من الموت وعاش بعين واحدة. لم يكن فيصل سوى مواطن عربي ينتقد أحوال بلده المتردية كما يفعل بعض العرب الآخرون. وليبيون آخرون عادوا إلى بلادهم بعد أن أنهوا دراساتهم بتفوق لتستقبلهم الزبانية في مشوار وحيد (من المطار إلى السجن)، بعضهم مكث هناك 20 سنة أو أكثر في أسوأ حال. لم يكونوا معارضين بمعنى الكلمة، وإلا لما عادوا وهم يدركون أي جبروت وعنف يتسم بهما النظام السائد آنذاك، والبائد اليوم. الاستبداد هو متلازمة تملك على المستبد حياته، فيمارسه على قدر ما يتمتع به من نفوذ، ومن صلاحيات خاصة عندما تغيب أدوات الرقابة والمحاسبة. وصاحب الفندق مرشح إلى حد كبير لاحتلال موقع القذافي لو مُنح الفرصة إياها. اللهم عليك بالمستبدين ولو كانوا في الصين!! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :