إذا أردت أن تصبح قوة عالمية عظمى فارتدِي درع محاربة الإسلام وانشر بين شعبك هاجس الإسلاموفوبيا، فقد شاهدنا ذلك من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وتداعيات 11 سبتمبر في الحرب على العراق وأفغانستان، ثم شاهدناه في حرب روسيا للشيشان، ثم الجماعات الإسلامية في سوريا، ويبدو أن الصين قد تكرر نفس السيناريو بشيطنة الإسلام كما فعلت أمريكا وروسيا قبلها. لاسيما في ظل ما تتمتع به الصين من طموح عظيم وصعود لافت نحو التحول إلى دولة عظمى في مستقبل قريب ربما، يرفدهما خطط رصينة يدعمها سعي الصين لاستعادة نفوذها القديم بحلة جديدة وأكثر امتداداً عبر طريق الحرير، وقد وجدت الصين أن واحدة من أهم دعامات نهوضها وقبولها ضمن المجتمع الدولي، القضاء على الديانة الإسلامية التي يمتد تاريخها في البلاد لأكثر من ألف عام، وشيطنتها على نحو فجائي في سنوات معدودات بالتزامن مع خططها الطموحة. لتظهر الصين كمن يرفل بأثواب التخوف من اغتصاب الحضارة والهوية والحياة العلمانية والسلام من قبل ما أسمته «الأسلمة الزاحفة» في إشارة للإسلام الشيطاني أو الإرهابي كما حاولت تقديمه للعالم.رغم كل العرقيات والأديان التي تكفل بكين انسجامها في أطر وطنية على أراضيها، باتت تخشى –كما تدعي– من إسهام غلبة المظاهر الدينية الإسلامية في إحداث الفرقة ونشوب النزاعات بين فئات المجتمع. وبعد ألف عام اكتشفت بكين فجأة أن المسلمين في بلادها يحملون نزعة انفصالية، ويرفضون الاندماج مع العرقيات والأديان الصينية الأخرى. واللافت للانتباه التشديد على أهمية التصدي لمخاطر التطرف الديني، بالإشارة إلى اعتداءات وتفجيرات إرهابية نسبت لمجموعات مسلمة هناك، وأن حوالي 300 مواطن صيني انضموا إلى صفوف «داعش» فضلاً عن جبهة النصرة وتنظيمات إرهابية داخل سوريا، كما كونوا لهم تنظيماً شبه مستقل يدعى «الحزب الإسلامي التركستاني في الشام» بلغ عدد مقاتليه بضعة آلاف، يتمركزون في جسر الشغور وإدلب وجبل التركمان في ريف اللاذقية، وأن في مرحلة إعداد وتجهيز لمعركتهم الأساسية في إقليم شينجيانج الصيني لـ«تحريره» من الصين وإقامة دولة الخلافة فيه بحسب زعمهم. ومن اللافت أيضاً أن تصريحات كهذه قد قوبلت باهتمام واسع من مختلف دول العالم. واهتم الكثير من المراقبين بالإشارة إلى «الأسلمة الزاحفة» في تحذير من تسللها داخل البلاد بما يغير الصورة ممارسة الشعائر لدى مسلمي الصين.* اختلاج النبض:إن استمرار شيطنة الإسلام سيفضي إلى تجريم الدول الإسلامية دولياً بمنحى سياسي، ما يستلزم استدراك الدول الإسلامية بقيادة خليجية للأمر، وإعادة تعريف الإسلام الأصيل للعالم عبر حملات علاقات عامة دعوية أو تصحيحية، وتأسيس الدول الخليجية لمرجعياتها الدينية في الخارج، مستفيدة من البعثات الدبلوماسية في كافة أصقاع العالم بما يقوض دور المرجعيات الدينية المتطرفة أو الشيطانية المحلية في بعض الدول النائية، ويعيد للإسلام مكانته الحقيقة.
مشاركة :