رمضــان شــهـر التـــوبــة والمـغــفــرة

  • 5/19/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة -  الراية : قال د. محمد راشد المري الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية إن المولى عزّ وجلّ أنعم علينا بمواسم للخيرات وأزمنة لمُضاعفة أجور الطاعات، ومن هذه المواسم الفاضلة رمضان المُبارك شهر التوبة والمغفرة، مُشيراً إلى أنه شهرٌ عظيمٌ جعل الله فيه من جلائل الأعمال وفضائل العبادات وخصّه عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضل. وقال د. المري في خُطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع المعيذر إنّ ربّ العزة جلّ وعلا يزين جنّته، ويقول يُوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك. تصفّد فيه الشياطين وذكر الخطيب أن رمضان شهر تصفّد فيه الشياطين وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، كما أن فيه ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم الخير كله، ومن قامها إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه. وبيّن أن لله في هذا الشهر عتقاءَ من النار، وذلك في كل ليلة من رمضان، ويغفر للصائمين في آخر ليلة منه، وفيه تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا، وللصائم دعوة لا ترد، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، مُشدّداً على أنه من عظمة خصائص هذا الشهر وفضائله فإنه لحري بنا أن نستغل أيامه ولياليه بل ساعاته ولحظاته. الحكمة من العبادة وبيّن خطيب جامع المعيذر أن الله غني عنا وعن أعمالنا فهو تعالى الغني عما سواه {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد}. ولكنّه سبحانه شرع العبادة لصالحنا، ومن أعظمها الصيام، فقد شرعه تربيةً لأجسامنا، وترويضاً لها على الصبر وتحمل الآلام، شرعه تقويماً للأخلاق وتهذيباً للنفوس وتعويداً لها على ترك الشهوات ومجانبة المنهيات. وتابع: اتّقوا الله أيها الناس وأدّوا فريضة الصيام بإخلاص وطواعية، أدّوا هذه الفريضة واحفظوها مما يشينها، فالصوم الحقيقي ليس مجرّد الإمساك عن الأكل والشرب والاستمتاع، ولكنه مع ذلكم إمساك وكفّ عن اللغو والرفث والصخب والجدال في غير الحقّ، وكفّ عن الكذب والبهتان والهمز واللمز والأيمان الكاذبة، إمساك عن السباب وعن قذف المحصنات، إمساك وكفّ عما لا يحلّ سماعُه من لهو وغيبة وغيرهما، إمساك عن إرسال النظر إلى ما لا يحلّ. الخوف من الله وأكّد أن الصائم حقيقةً من خاف الله في عينيه فلم ينظر بهما نظرة محرمة، واتقى ربه في لسانه فكفّ عن كل قول محرّم، وخشيه في أذنيه فلم يسمع بهما منكراً، وخشيه في يديه فمنعهما من سرقة وغصب وغشّ وإيذاء، وخشيه في رجليه فلم يمشِ بهما إلى حرام، وخشيه في قلبه فطهّره من الحقد والغلّ والحسد والبغضاء. وحذّر الخطيب من التفريط في هذا الشهر العظيم فأيامه معدودة وساعاته محدودة، مُشيراً إلى أن البعض جعلوا رمضان موسماً للهو والعصيان. وتابع: كمْ تتألم النفوس المؤمنة وتتقطع حسرة على ما تراه من شباب المُسلمين الذين اجتمعوا على اللهو وقتل الأوقات في ليالي رمضان الفاضلة، فكمْ من الحرمات لله تنتهك ومعاصٍ يجاهر بها في ليالي رمضان المباركة، والله المستعان. خسارة المُفرطين وأكد أنه يا خسارة المفرطين ويا ندامتهم يوم وقوفهم بين يدي ربّ العالمين عند سؤاله لهم {ماذا أجبتم المرسلين}. وفي الخُطبة الثانية، دعا د. المري إلى استغلال الحياة في التزوّد من الطاعات، قائلاً: كمْ في المقابر من أناسٍ صاموا معنا رمضان في أعوام ماضية، وهم الآن تحت الثرى رهناء الأعمال. وقال إنه ينبغي علينا أن نحمد الله أن أمهلنا لتدركوا هذا الموسم العظيم وأنه ينبغي علينا أن نستعدّ له بالتوبة النصوح والنية الصادقة على استغلاله واغتنامه بالأعمال الصالحة.

مشاركة :