قال تعالى: «شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخر»، تتجه كل قلوب المسلمين نحو قبلة الإيمان، يجتهدون في الطاعات رغم كل المغريات والمعاصي.هذا الشهر العظيم تصفد فيه شياطين الجن، ليكون الجو مهيأ إيمانيا، ويبقى لشياطين الإنس وهو اهم مجال لمجاهدة الأنفس باتقاء كل كسل وتقاعس عن القيام بالطاعة، وبالابتعاد عن الملهيات التي يصوغها أصحاب الفتن، فيصبح شهر رمضان بذلك شهر القرآن ودروس الإيمان، إلى شهر المسلسلات والأفلام والكاميرا الخفية، كثيرة هي مشاريع اللهو عن الطاعة بحجة أن المسلم صائم ويحتاج إلى ما يخفف عنه.في الصيام لا يخفف عنك وطأته خاصة في الحر الشديد إلا القرآن والاستغفار، وأن تدعو الله بكل ما تريد فللصائم دعوة لا تُرد، فلا تبخل على نفسك من استجابة دعاء يتحقق فيه حلم كنت ترجوه لسنوات.يقول الرسول عليه السلام: «ثلاث دعوات لا ترد، دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر». في رمضان مائدة السحور والفطور قبل أن تكون رمزًا للأكل هي رمز للاجتماع الصادق على الطاعة، تجتمع كل العائلة على مائدة واحدة تقيم بعدها فريضة إيمانية.عندما كنا صغارا قالوا لنا نحن نصوم لنشعر بجوع الفقراء، وعندما كبرنا بتنا نتساءل: لماذا يصوم الفقراء؟ وهم أصلا صائمون طول الدهر جوعا من فقرهم.إن لرمضان ثمارا ومعجزات دينية وصحية، هناك بعض الدراسات التي اكتشفت أن الجسم يحتاج للامتناع عن الطعام لفترة معينة، وقدرت هذه الفترة بالـ 30 يوما وهي تماما كصيامنا لشهر رمضان.رمضان فرصة التغيير الأكيدة، فإذا داومت على عملٍ معين لمدة 30 يوما هذا يعني أن العمل صار جزءا منك وعادة من عاداتك، لذلك كان رمضان كمحطة تغيير لأنفسنا وتجديد لها، كمرحلة لانطلاقةٍ جديدة بأعمالٍ جديدة وأهداف أسمى وأرقى.في رمضان ستجد الكثير من المغالطات، وكثير من الطاعات التي تؤدى فقط هكذا، لا تيأس من هؤلاء الأصناف من الناس فقد تكون مسايسة الآخرين والصلاة مثلهم وكذلك قراءة القرآن قد تكون سببا في هدايته وسببا في أن تصبح هذه الأفعال جزءا من عاداته اليومية.احرص على أن تكون ربانيا لا رمضانيا، واجعل لرمضان فيك أثرا يبقى بعد انتهائه ويستمر معك لعام قادم. رمضان فرصة للتغيير، رمضان راحة للنفوس، رمضان صحة ونشاط، رمضان علاج للغضب وليس العكس، رمضان بوابة كبيرة للجنة، رمضان دليلك لعمل الخير ولبذل الصدقات لمستحقيها، رمضان عنوان الفرحة الحقيقية لقوله عليه السلام:«للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه».فكن ممن يستعدون لهذا الشهر العظيم، ويعدون له العدة العظيمة، لتنال الأجر بإذن الله راحة وثوابا جميلا. ] عبداللطيف بن نجيب
مشاركة :