طرائف من التراث.. الجاحظ وأهل اليمن

  • 5/31/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يزخر الأدب العربي بأعمال تمزج بين التحليل الاجتماعي والنفسي والطرافة، ومن أشهر تلك الأعمال التراثية كتاب "البخلاء"، لـ"الجاحظ".ذلك الكتاب الذي روى فيه عن البخلاء الذين قابلهم، وعرفهم في بيئته الخاصة التي عاش بها، خاصةً في بلدة "مرو" عاصمة خراسان، وصور من خلاله هؤلاء البخلاء تصويرًا واقعيًا وحسيًا على نحو فكاهي طريف، فأبرز للقرّاء حركاتهم، ونظراتهم القلقة أو المطمئنة، ونزعاتهم النفسية، وفضح أسرارهم وخفايا منازلهم، وكشف المواضيع التي تدور حولها مختلف أحاديثهم، وعكس نفسياتهم وأحوالهم جميعًا، ولكنه في النهاية يدفع القاريء إلى التعاطف معهم رغم كل أوصافه.ومن طرائف الجاحظ ما حكي عنه أنه كان في أحد الأيام ذاهبًا إلى اليمن، ودخل أسواقها وطاف في الكثير من أحيائها، ولكنه فوجيء بالناس يبتعدون عنه وينفرون منه لبشاعة شكله، ولم يستضفه أحد، فاتخذ قراره بالعودة إلى البصرة، وفي الطريق قابل أحد رفاقه، فسأله: كيف حال اليمن وأهلها؟ فأجاب الجاحظ ببيتين من الشعر عبرا عن شعوره أصدق تعبير:منذ أن أتيت اليمنا لم أر وجهًا حسنًا قبح الله بلـدة أجمل من فيها أنا.

مشاركة :