نسرين حجاج تكتب: يا بركة رمضان

  • 6/1/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أهلت علينا أياما مباركة وإنشغل البعض بتهنئة البعض والبعض الاخر قام بالتجهيز لإمدادات رمضان وسرعان ما انتصف الشهر وكالعادة تجرى أيامه .. وبين هؤلاء وهؤلاء قرأت كثيرا من البوستات والتعليقات على موقع التواصل الإجتماعى الفيسبوك.معظم الناس تشتكى أنهم لا يشعرون ببهجة رمضان ولا بروح رمضان الذى عايشوه أزمنه كثيره شكواهم جائت بأن رمضان تغير وأصبح لا طعم ولا لون ولا رائحة حتى راح البعض ليقول حتى بركة رمضان "مبقتش موجوده" ...قررت أن أكتب هذا المقال وأضع بين أيديكم "روشته" لاستعادة روح رمضان المفقودة فى كل عام مع مراعاة معرفة الأسباب الحقيقية لهذه الشكوى وبالمناسبة هى شكوى كل عام يشتكى منها معظم الناس .أولا يجب أن نعلم أن رمضان لم يتغير لأن رمضان شهر وأيام من الزمن كباقى شهور السنة ولكن به من الخصوصية والبركة المصاحبه الذى خصها الله به عن باقى شهور العام .ثانيا نحن من تغيرنا وغيرنا العادات والتقاليد المصاحبة لشهر رمضان نعم ...فلنحضر ورقه وقلم وعدد الأشياء التى نفتقدها فى رمضان وكانت تدخل البهجة علينا سنجدها معظمها من صنعنا نحن إذا فعليك أنت أن تصنعها من جديد لتسترد رمضان زمان .ثالثا من يفتقد طعم رمضان بافتقاده لأحبائه الذين فارقوه فكل المناسبات ستقضيها فى هذا الالم الداخلى لأن هذا الم الفراق ورمضان برئ منه فلنكن موضوعيين الله رزقنا الصدقه وبرنا بأمواتنا كى نتواصل روحيا معهم الحياة مستمرة بنا وبدوننا فهو قطار كل مسافر له ميعاده ووقته الذى سيتركنا فيه بر أصدقاء المتوفى إطعام الطعام صدقه على روحه إحضر كل ما كان يحب فى رمضان وترحم عليه .رابعا رمضان نفسه هو العبادة هو الإقتراب من الرحمن بل الهروله بمنتهى الشوق وأنت ذاهب له هو التواصل الروحى بين المصلين بالمسجد هو الرحمه والإحسان لمن تعرفهم ولمن لا تعرفهم هو السعادة وأنت تقف فى أى إشارة لتروى عطش كل صائم يفطر على مائك أو تمرك رمضان هو فرحة الأطفال والشباب وهم يصنعون زينة رمضان بأنفسهم ويزينون شوارعهم رمضان هو طبق الحلو الذى تعطيه لجارك وأنت تقول له "كل سنه وأنت طيب" رمضان هو ذلك النور الذى يملأ وجهك وأنت تأخذ أبنائك إلى المسجد لصلاة التراويح وهو أيضا تلك الصدقة العلنية لتشجع الجميع وأولهم أهل بيتك على فعلها وتلك الصدقة المخفية التى لا يعلمها غير الله وغيرك رمضان هو رأفتك ورحمتك على هذا الطائر المسكين الذى يلهث فى عز الحر فيرزقه الله عن طريقك ويسخرك له فتضع "طبق ماء وطعام له" .يا كل من تشتكى من إختفاء بركة رمضان الخير الذى تفعله هو من بركة ونفحة رمضان وإن إختفى هذا مؤشر خطير يجب أن تبحث لماذا إختفى؟هل لكثرة الشكوى ؟أم لشدة الصخب والإدعاءات والمبالغة المحيطة بالجو الرمضانى لديكم ؟أم لعدم تصدقكم مما تحبون ؟أم لتجبركم على خلق الله ؟أم لعدم إخلاصكم فى العمل والعمل عبادة كما تعرفون ؟أم لنظرتكم الحاسدة المتطلعه لما فى يد غيركم ؟أم لعدم شكركم للنعم ؟أم لعدم حب الشئ لغيركم كما تحبوه لأنفسكم ؟أم لعدم إستغفاركم لذنوبكم ؟أم لعدم إبتغاء مرضاة الله والرياء فيما تفعلونه لله ؟أم لإستحلالكم المعاصى معصية تلو الآخرى دون التوبة والإستغفار ؟القائمة طويلة جدارمضان بسيط يحب البساطة يحب أن تشعر بالبسيط وتنزل له لا لتحسره وتجعله ينظر "للبهرجة" التى أصبحت تلازم هذا الزمن . أصبحت النساء ترتدى عباية للاستقبال ثمنها ٥٠٠٠ جنيه وهذا سعر عادى بالنسبة للأسعار المنتشره أصبح رمضان عبارة عن خيمة فى منتهى الفخامة مصاحبة للغناء وللرقص المحتشم كما يقولون وانا ضد هذا المصطلح ومن يعرفوننى أنا لست متزمته والحمدلله أنا وسطية فى كل أمورى ... ولكن هناك أشياء زادت عن حدها فطردت منكم بركة رمضان .وصلت "البهرجة"والزيادة "والاوفر" فى المصاريف لتصل موائد الرحمن فأصبحت 7 نجوم يتباهون بنوع اللحوم وكميتها والأطباق التى تقدم فيها ونوع التمر الفاخر الذى يقدم والمفارش والشباب والبنات الذين يوزعون الطعام يرتدون الماركات العالمية ويضعون مكياج ورائحتهم تفوح منها أرقى العطور ووو الخ .هذا جميل ولكن هل الفقير الذى سيأتى ليأكل طعامكم هل سيستمر فى الحصول على نوعية هذا الطعام طوال العام أم سيتحسر أكثر على حاله باقى العامهو جالس لينبهر من الطبقة المخملية التى تواجدت أمامه فجأة وطوال العام تنهره لو إقترب من زجاج سيارتها .إطعموه ممن تحبون ولكن دون مبالغة ولا مغالاة لا تجعلوا أبناءه يشتهون هذا طوال العام وتولد بداخلهم عقد فتنزع منهم حالة الرضا بالمكتوب وتكون قد زرعت بداخله نوع من الحقد لم يكن يعرفه قبل أن يعرف هذه الأشياء .خير الأمور الوسط لا المغالاة فى الشئ ولا التقليل والشح فيه المطلوب الإحساس بالفقير وتقديم يد المساعدة طوال العام وليس برمضان فقط والأحسن أن تشارك مع من حولك وتساعده لكسب قوته وفتح باب رزق ولو بسيط هؤلاء الفقراء متواجدون طوال العام .رمضان عند البعض أصبح رامز والمسلسلات والبرامج التى تنشر فضائح أو تستفز الضيوف هل هذا رمضانكم وتشتكون من عدم وجود البركة ؟رمضان أصبح مليئ بالصخب وبالإزعاج الترفيهى الزائد عن اللزوم حتى على مستوى التليفزيون مسلسلات أكثر من اللازم وتشتيت للطاقة وبرامج غير هادفة كيف يستوعب المشاهد كل هذا الكم من الجرعات الزائده أبعد كل هذا تفتشون عن بركة رمضان ؟وأين ستجدونها وقد مُلئت أوقاتكم بكل ماهو صاخب ومزعج .وعلى صعيد اخر لصناع الدرامامما لا شك فيه أن حالة الزخم الدرامى هذا تشير إلى أن هناك حراك فنى وهذا ينعش حالة الركود التى لازمت الدراما من وقت الثورات والأحداث الماضية .. ولذلك هو توهج محبب . ولكن لماذا يتم التركيز على رمضان فقط يجب أن يكون هناك إنتقاء لأجود الأجود ليقدم فى رمضان خصوصا وأن لرمضان قدسية خاصة فهناك تناقض بين هذه القدسية وبين بعض ما يقدم ويجب أن تكون هناك معايير للمسلسلات تحافظ على هذه القدسية ولن أطيل كثيرا فى هذا الموضوع لأنه يحتاج صفحات وصفحات .ولأننى ذكرت السلبيات فمن حق الإيجابيات أن أذكرها فهناك إيجابيات ظهرت من شباب يفكرن ويبدعون فى الخير ذكرت صديقه لى أنها كانت مسافرة إلى المحافظة التى تسكن بها وتأخر الأتوبيس بهم لدرجة أن آذان المغرب أذن عليهم فى الطريق ولا يوجد معهم اى مؤونه لأن من المفترض أن يصلون قبل الأذان لبيوتهم وحدث العكس وتأخروا أخذ كل مسافر يتقاسم زجاجة مياهه والبسكوت مناصفة مع باقى الركاب ومعظمهم يرفض فى استحياء ليقطع عليهم الطريق مجموعه من الشباب ليصعدوا إلى الأتوبيس ويوزعون المياه والتمر والعصائر والكرواسون على الصائمون المسافرون والله فرطت دموعى وأنا أستمع لهذه الرواية من صديقتى فهذه هى بركة رمضان التى كنت أنشدها بمقالى هذا بركة رمضان ربما تكون فى كيس سوبيا او تمر هندى أو زجاجة مياة توزعها على كل صائم فى الشارع كم هى فرحة الصائم فى الشارع الذى وجد رزق الرحمن يكافئهفهنيئا لكل من صام وهنيئا لكل من أفطر صائم دون مغالاهقال النبى المصطفى عليه الصلاة وأزكى السلام "من صام رمضان إيمانا وإحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" "من فطر صائم كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شئ"كلها أيام وينتهى شهر الخير والبركة وتهل علينا تكبيرات العيد فاللهم أدخل الفرحة على قلوب كل الأطفال وإجعلنا ممن تختصهم بجبر كسر المكسورين يا الله .

مشاركة :