دخلت إلى العم جوجل كالعادة لأبحث عن حكاوى القهاوى وكلام الناس وأحاديث الرجال... الخ فاستخلصت أن:كلام الناس من أحد المسلمات التى يستسلم عندها الكثيرون من الأفراد بغض النظر عن سلبياته أو إيجابياته، لم تعد القهاوى حجرا على الرجال فقط بل تطورت لتشمل الرجال والنساء وأصبحت جلسات المكالمة تشمل النوعين والتباهى بأى شيء خطأ يبدأ من القهاوى وهناك نوع من الإشاعات لا يخرج إلا من هناك وأيضا هناك كلام كطلقة الرصاصة الصوت لا تصيب ولكنها "تدوش".فإذا كنت ممن يجلسون على القهاوى أو الكافيهات المودرن فمن المستحب إذا تحدثت أن تقل خيرا أو لتصمت، لأن لكل منا ندوب فى ذاكرته من أفعال بعض الناس تؤلمنا لا تكن من هؤلاء الذين يؤلمونا.وهناك نوع لم نسيء يوما لهم ونتفاجأ بأذيتهم فما بالكم بالذين لا يعرفوننا من الأساس ويسيئون لنا لمجرد المعرفة السطحية.فهناك من يتحدث حبا فالحديث وهناك من يتحدث حبا فالتظاهر والفخر بنفسه وهناك من يحب الحديث لينتقد أى شيء فهو صاحب شخصية انتقادية من الأساس.أمعن النظر فى شباب ورجال بلادنا فأتحسر أين الرجال الحكماء وأين الرجال الذين تملئهم النخوة والغيرة على أعراض بنات حاراتهم أين الرجل الحيى الذى كنا نراه فى أفلامنا وروايات محفوظ وعبد القدوس والسباعى رجولة وأخلاق أولاد البلد كان يجسدها الراحل القدير ا. عماد حمدى فتجده ابن البلد الشهم دمث الخلق الحيى الذى ينتفض ويبادر للوقوف مدافعا عن الأنثى.ولكن لما لا.. لن أستغرب فهذه الأجيال أجيال الزمن الجميل تربت على الرقى وتذوق الفن والجمال وطربت على صوت عبدالوهاب وأم كلثوم، أما الأجيال الحديثة وأقصد عصر بعد الانفتاح الاقتصادى فتربت على القبح وعلى التلوث السمعى والبصرى على أفلام المقاولات والأجيال الحديثة تتربى على أغانى المهرجانات ويتلذذون ببنطلونات ساقطة وشعر يقف وكأن صاحبه صعقته الكهرباء.أجيال أصبحت الكتب فيها موضة قديمة وجلسة القهوة أقصد الكافيه بلغة الرقى والتمدن هى الجلسة الطبيعية ومن يخالفها يصبح لا يفهم فى الحداثة وموضة العولمة.فنحن للأسف عندما نأخذ من الغرب نأخذ أسوأ ما فيهم ونترك أحسن ما فيهم، تركنا عاداتنا وتقاليدنا وتغيرنا على أقرب المقربين تشبهت الأنثى بالرجل وتشبه الرجل بالأنثى.ولكن أن تتحول جلسة الرجال إلى جلسة "خالتى بمبه اللتاته" فهذا شيء مشين.أحاول أن أفكر فى عدد البيوت التى خربت من حكاوى القهاوى وعدد الذين نهشتم فى أعراضهم وعدد الأطفال الذين شردتموهم بسبب كلمات ربما لكم هى مجرد كلمات ولكنها عند من نهشتموهم كانت بمثابة رصاصة أو كالنار فى الهشيم.ولا أستثنى من حكاوى القهاوى السيدات الغافلات والفتيات المتفاخرات بجمالهن التى لا يشغلهن غير الوقيعة بالفريسة الجديدة و"تيتو إتجوز بيبو" وفلان ماشى مع فلانه "بس ياى دى مش لايقه عليه خالص هو أحلى بكتير" و"وشايفين أنا اشتريت الشنطة دى من شانيل ثمنها 40 ألف جنيه" "عرفتوا إن س أعلن إسلامه فى السر علشان يتجوز فلانه"، "عندكم خبر إن فلانة حامل"، "شايفين اللوكيشن بتاع فلان فى نفس التوقيت اللى فيه نفس اللوكيشن بتاع فلانه دا لازم مع بعض"، ولكن ليس غريبا أن تتكلم السيدات فهى طبيعتهن الجينية.ضريبة المهنةكم من فنان ومن مشهور ومن صحفى ومن رجل أعمال ومن صاحب مهنة تحت الأضواء يتفاجأ بفلان أو فلانه يدعون معرفته معرفة شخصية ووطيدة.وكم من جلسة قهوة بها مجموعة من الرجال يدخل الشاب الفالنتينو الذى يسرد ويفرد الحكاوى التى تمجد وتعظم رجولته ويسترسل ويدعمها ببعض صور الفيسبوك التى لا تمثل أى دليل على صدق إدعائه أو صورة الواتساب التى يراها الآلاف لإدعائه العلاقة مع فلانة.أصبح الفراغ بداخلنا قاتل لدرجة أننا نسترسل ونتلذذ فى أعراض الناس وخاصة "القوارير" ألم تسمعوا يوما عن قذف المحصنات أنه من كبائر الذنوب وأن من تأكلون فى أعراضهم على هذه القهاوى لن تدخلوا الجنة حتى تستسمحوهم فيسامحوكم!.وماذا بعد هذه الحكايات ؟قلت ورويت وسردت ما هو ليس فى فلانه لإثبات رجولتك أمام أصدقائك ماذا بعد؟ ماهو حجم الاستفادة العظيمة التى عادت عليك وتتساوى مع حجم هذه الكبائر الغليظة عند الله. هل هو الفراغ الداخلى؟هل هى قلة ثقتك بنفسك؟هل هو حب الظهور والتباهى فى الجلسة؟وهناك آية فى سورة الحجرات تنهانا عن تصديق أى خبر يقوله شخص دون التأكد من صحته "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".كلام الناس سهم مسمم من الممكن أن يصيب ويميت دون أن تشعر أو حتى تلاحظ.اقرأوا هذه المواقف وبالفعل هى مواقف حقيقية وليست من وحى الخيال الموقف الأولكنت فى جلسة مع مجموعة بنات من جنسيات أخرى ومصريات وتفاجئت بابنة وزير سابق فى إحدى الدول العربية تدعى أنها على صلة حميمية جدا بفنان معروف وابن فنان معروف أنا استمعت لها وهى متفاخرة وكم الثقة التى تحكى بها وفى نفسى أقول "اه يا كدابة" لأننى أعرف هذا الفنان وهو صديق شخصى لى وما لا تعرفه هى أنه محترم جدا ولا يجلس مع مجموعات أو له شللية فهو محافظ جدا وشبه بيتوتى اجتماعى فى أضيق الحدود لأجدها تروى شيئا جعلنى أشك بصحة ما تروى فهى روت عن مكان يجلس فيه دائما انها تتردد معه هناك فراودنى بعض الشك من صحة الحديث لأنها تحكى عن علاقة حب قوية وتظاهرت أننى لا أعلم عنه شيئا تمر الأسابيع والشهور وأتحدث مع هذا الصديق وبالصدفة فتح الحديث عن هذه الواقعة وعن هذه الفتاة فقال بمنتهى الثقة ولم يهتز "مين دى ولا أعرف أى واحدة بالمواصفات دى وأنت صديقتى وأدرى بظروفى لا عمرك شوفتينى متواجد فى أى مكان مع بنت ولا عمرى كان ليا صلة بجنسيات تانية كمعرفة شخصية أو حميمية وأنت عارفة أنا بخاف على سمعتى إزاى" فى هذه اللحظة تذكرت أننا درسنا فى كلية الإعلام علم الإشاعة وتعريف الإشاعة هى جزء من الحقيقة مغلفة بعدة أكاذيب وأخطر أنواع الإشاعات هى الإشاعه البيضاء لأنها من شدة نقائها تصدقها فى الحال إذا كيف علمت هذه الفتاة بتردده على هذا المكان بمنتهى السهولة وجدتنى أقول من أى "لوكيشن" يسجله على صورة له على أى من مواقع التواصل الاجتماعى.الموقف الثانىهى تجلس فى أحد المطاعم وجلس معها صديق حديث العهد بها لشدة الزحام فى المكان واعتذر ولكنها رحبت به كان معه شخص عرفه بها على أنه المحامى الشخصى له ورحبت به أيضا جاء أولادها تسامروا جميعا وبعد العشاء كان الصديق فى شدة الخجل واستأذن وأخذ المحامى، بعد أن ذهبت للبيت بعدة ساعات وجدت هذا المحامى يبعث لها على فيسبوك رسالة انا فلان سألته كيف وجدتنى فأرسل "إيموشن مبتسم" فتغاضت فطلب رقمها أعطته إياه لأنها تمتهن مهنة اجتماعية وتحت الأضواء وهذا شيء عادى استأذنها فى الحديث عبر التليفون قالت أهلا وسهلا دارت مكالمة عادية بل أقل من العادية وفى نهايتها طلب منها أن يعزمها على فنجال من القهوة فاعتذرت بلباقة وقالت مشغولة الآن ربما فيما بعد وهى تقصد التحجيم، وانتهت المكالمة بعد حوار عادى وكل ما يربطهم بعد ذلك أنه يدخل فيسبوك ليضع علامة الإعجاب على بوستاتها سواء الكلام أو الصور .فوجئت هذه السيدة بأن هذا المحامى يتقول عليها فى القهوة بين أصدقائه ويقول إنهما صديقين حميميين وأنه يعرفها من قبل وأن بينهم حوارات وسرد لقصص غير موجودة، فصعقت وأظهرت المحادثة الوحيدة بينهم على موقع التواصل فى الرسائل للشخص الذى عرفها به وعندما واجهه هذا الشخص بأنه لا يعرفها من قبل وأنه هو من عرفه بها بعد إدعائه أنه يعرفها من سنين دخل هذا المحامى وألغى الصداقة، خير ما فعل لأنها كانت ستثأر بمنتهى الأدب من استهتاره بسمعتها وهذه السيدة هى أنا وربما كان هذا السبب الأساسى فى كتابتى لهذا المقال.الموقف الثالث فنانة معروفة اجتماعية ما الدرجة الأولى ضيوفها من معظم أطياف المجتمع فى إحدى هذه التجمعات كانت تجلس جارتها وبعد أن خرج الجميع إلا أنا وهى والفنانة وبنت خالتها جلست معنا فى جلسة كنا نحكى عن استغلال النفوذ وإذ بها تحكى عن رجل أعمال وشخصية مرموقة فى الدولة، أنه يضايقها ويحبها بالإجبار وأنه مهووس بها لدرجة أنه هو الذى يطفش العرسان منها ويهددهم وكل زيارة تحكى لنا عن التهديدات وعن إرغامه لها بالموافقة على الزواج وبعد 9 أشهر من الحكايات بيننا عنه تذكر اسمه بالخطأ أمامنا كنوع من التباهى وإذ بالفنانة صديقتنا تصرخ وتقول من؟! لتفزع إلى التليفون وتتصل بأحدهم وتقول له "تعالى البيت حالا" الجارة وجهها أصبح بلون الليمونة وشبه أغمى عليها من الخضة وصديقتنا تصرخ وتقول كلام لا نفهمه بعد ساعة إلا ربع جرس الباب يضرب لتفتح مديرة المنزل الباب ويدخل هذا الرجل المرموق المعروف وعلى وجهة اللهفة والخضة لتصرخ صديقتنا الفنانة فيه أنت ليه بتحبنى وإزاى هنتخطب لما أنت بتحب "س" ومش قادر على بعادها، أقسم أنه لا يعرف هذا الاسم ولا يعرف على من تتحدث، وهو ينظر إلى وإلى جارتها ويقول "والله لا عمرى كلمت س دى ولا شوفتها ولا عندى حد اعرفه بالاسم ده" إيه الحكاية فهمينى هنا صدمت جارتها من الموقف وهى جالسة على الأرض بعد أن أغمى عليها وهنا ظهرت برائته لأنه ينظر إلينا ويتكلم وكأنه يُشهدنا وبالتالى ينظر لجارتها ولى وهنا قالت بنت خالتها أظن لو يعرفك يا س مكنش يشَهدِك" كان موقف بمنتهى السخافة والإحراج وبنفس الوقت مضحك فهذا جزاء الذى يتمنظر فى القاعدة على حساب سمعة الناس.فى هذا الأسبوع كانت تحدثنى هاتفيا بنت خالة هذه الفنانة وتذكرنا هذا الموقف وتعالت ضحكاتنا ولهذا ذكرته الآن.ذكرت هذه المواقف الثلاثة وهناك غيرها الكثير والكثير كى أبين لكم بأن ليس كل ما يقال يُصدق وليس كل ما يحكى فى المجالس بالضرورة يكون الحقيقة.وكما قيل قديما الرجولة ليست بالكلام بل بالكف عن أعراض الناس وهذا قمة الرجولة، فتعلمنا فى بيت أبائنا أن الفقير ليس فقير المال بل الفقير فقير الأخلاق.فدعوا الخلق للخالق تزوج من تزوج وأحب من أحب وربح من المال من ربح ولبس من لبس وخرج من خرج، فقبل أن تزيل القشة التى فى عينى قم بإزالة الخشبة التى على رأسك.وهنا تستحضرنى آية بالإنجيل تقول:"يا مرائي، أخرج أولا الخشبة من عينك، وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذى من عين أخيك".إنجيل مني الإصحاح ٧ ايه ٥وهنا القذى بمعنى القشة.لو اهتم كل منا بشؤونه وترك شؤون الغير لتغير الجميع.تطلبون الحرية الشخصية وأنتم فاقدون لمعنى حرية الغير.وأخيرا سأنصحكم وأنصح نفسى بهذه المقولة "لا تصاحبوا إلا من يكتم سركم ويستر عيبكم وينشر حسناتكم ويطوى سيئاتكم فإن لم تجدوه فصاحبوا أنفسكم".
مشاركة :