كشف مبدع المسلسل الكرتوني «شعبية الكرتون»، حيدر محمد، أنه عدل عن قراره السابق بإيقاف مسلسل شعبية الكرتون، بعد وصوله العام الماضي إلى جزئه الـ12، وغيابه لأول مرة عن جمهوره في رمضان الجاري، لمصلحة مسلسل جديد هو «زون زيرو».فروقات فنية قال الفنان حيدر محمد عن الفارق التقني بين «زون زيرو» و«شعبية الكرتون» إنه «اعتمدت في العمل الجديد تقنية (2D) بدل من تقنية (3D) المستخدمة في (الشعبية)، لقناعتي بأن هذه التقنية تلائم الأعمال السينمائية أكثر، في الوقت الذي تبدو تقنية الأبعاد الثنائية مناسبة للعرض التلفزيوني اليومي». انسجام وتوازن قال الفنان حيدر محمد، إنه تم التعاون مع فريق «جدة كوميدي كلوب»، والكاتب محمد بن رافعة، في مسلسل «زون زيرو»، في الوقت الذي شارك في كتابة الحلقات مجموعة من المواهب الشابة من الإمارات والسعودية والبحرين والكويت، وأضاف محمد «حاولت من خلال مهامي في الإشراف على العمل الجديد، تكريس نوع من الانسجام والتوازن بين مختلف الكتّاب، الذين أسهموا في صياغة حلقات العمل، أمثال عبدالله الشويخ ولميس بن حافظ من الإمارات، وعبدالعزيز الحشاش من الكويت وغيرهم». - «عجوز قالت لي اقتطعتم جزءاً من حياتنا، وأخرى قالت بكى أبنائي حينما عرفوا أنه لا (شعبية) هذا العام».- «في معظم الأعمال الكرتونية التي تنفذ داخل الدولة، لا نحصل على حقنا في الوقت العادل لإنجازها». وأضاف مخرج العمل، الذي طوّر أدواته الفنية من فضاء الرسم الكاريكاتوري، إلى صناعة مسلسلات كرتونية متعددة: «كنت قد اقتنعت بإيقاف شعبية الكرتون العام الماضي، لكنني الآن، أعلن عبر (الإمارات اليوم)، أنني عدلت عن هذا القرار، وسأستمر في الشعبية حتى مماتي». وتابع مبدع المسلسل المحلي الأطول: «ربما أكون قد أخذت قراري من وجهة نظر واحدة، ومن زاوية مخرج، يريد أن يُعدد تجاربه، لكن الرأي الآخر، وهو رأي الجمهور، وقراره باستمرار العمل، هو قطعاً الأصوب». وكشف حيدر أن العمل سيتم استئنافه، ليكون جاهزاً للعرض في الموسم الرمضاني المقبل، مضيفاً: «هناك عرض لإنتاج العمل من إحدى القنوات، التي بادرت بالتواصل معي لعرضه، لكن في حال رغبت مؤسسة دبي للإعلام، في عودة العمل إلى شاشة (سما دبي)، فإن الأولوية بالطبع ستكون لها، باعتبارها بيت انطلاقة العمل». وطالب حيدر الجمهور في الوقت نفسه، بإعطاء فرصة للعمل الجديد «زون زيرو»، مضيفاً: «جميع المواهب المشاركة في العمل، في تجربتها الأولى مع عالم الكرتون، لكنها رغم ذلك، تقدم تجربة جديرة بالمتابعة، والقادم منها بعد تكشف ملامح العمل، سيكون أبهى». وفي الوقت الذي يؤكد حيدر محمد أن قرار توقف «شعبية الكرتون» كان مرتبطاً بالدرجة الأولى بخيارات مؤسسة دبي للإعلام، ورغبتها في تقديم عمل جديد يحاكي تطلعات فئة الشباب، وهذا ما تجلى واضحاً في بنية نصوص «زون زيرو»، يضيف «انبثقت رؤية العمل الجديد من الأفكار التي تمت مناقشتها مع المؤسسة، للوصول إلى صيغة نهائية تحدد ملامح الشخصيات والأحداث». في المقابل، يسهب المخرج الإماراتي في الحديث عن ردود الأفعال والتعليقات حول غياب «شعبية الكرتون» لمصلحة «زون زيرو» قائلاً «قبل ثلاثة مواسم تمنيت أن تتوقف (شعبية الكرتون)، لكنني وبعد عاصفة المحبة والعتب على غياب هذا العمل قررت العودة بموسم جديد»، ووعد الفنان حيدر محمد جمهور شعبية الكرتون بعدم تخليه أبداً عن إنتاج العمل، مضيفاً بتأثر شديد: «تفاصيل شعبية الكرتون، تعيش مع الناس، أكثر مما كنا نتوقع كأسرة العمل، لكن ربما لولا هذا التوقف، لما عرفنا، كل هذا الشغف الذي يربط الناس بشخصياتها»، وتابع: «مسؤولون وموظفون في دوائر حكومية عاتبوني على قرار الإيقاف، عجوز قالت لي لقد اقتطعتم جزءاً من حياتنا، وأخرى قالت بكى أبنائي حينما تأكدوا أن لا (شعبية)، في رمضان هذا العام»، ليضيف «بعد 14 عاماً من ابتكار عالم (الشعبية)، يبدو هذا المسلسل تحديداً، بمثابة البصمة، أو الهوية الفنية لحيدر محمد، لذلك أقول بثقة: انتظروا شعبية الكرتون.. العام المقبل». «زون زيرو» صراحة المخرج الإماراتي حيدر محمد، وشفافيته في طرح مختلف تفاصيل العمل وصعوبات الطريق إليه، دفعتنا لسؤاله عن مخاطر المقارنة التي يمكن أن يضعها جمهور«الشعبية» أمام العمل الجديد، منذ انطلاق حلقاته الأولى على «سما دبي»، ليرد «من الطبيعي أن تتم مقارنة العمل القديم بالجديد، هذا أمر توقعته، وجهزت نفسي له، من خلال محاولة التعامل بحذر كبير، تجسد عبر اقتصار مشاركات فريق (شعبية الكرتون) على بعض اللمسات الفنية فحسب، إضافة إلى الاعتماد بشكل كامل على فريق عمل جديد، في الوقت الذي توليت أنا عملية الإشراف والإخراج الفني للحلقات»، ويضيف «في سياق حديثنا عن الاختلاف، لابد من الإشارة إلى الاختلاف الجذري لمضامين كلا العملين، خصوصاً أن (شعبية الكرتون) عمل كوميدي يعكس القضايا الاجتماعية المحلية، ومعظم موضوعاته رسالة اجتماعية أو مناقشة ظاهرة ما، وخصوصاً أنه موجه لجميع أفراد العائلة، عكس (زون زيرو) الموجه لفئة الشباب، والأعمار السنية الأدنى، والذي يهدف إلى انتزاع الضحكة، كهدف في حد ذاته، وهي رسالة مهمة في صناعة الكرتون، ولا يمكن أن تكون سبباً للانتقاص من أي عمل». وأضاف «أتمنى من الجمهور ألا يظلم (زون زيرو)، فهو عمل جيد، كما أن مقارنته بنجاحات (شعبية الكرتون) التي استمرت على مدار 12 موسماً، قد لا تخلو من بعض الظلم، خصوصاً إذا علمنا أن (الشعبية) لم تكرس طقس نجاحاتها إلا مع الموسم الرابع». على صعيد متصل، تحدث حيدر محمد، عن عامل الوقت الذي أودى إلى البحث عن خيارات فنية تضمن خروج العمل في توقيت عرضه في رمضان، فيقول «لم يكن أمامنا سوى خمسة أشهر فحسب من انطلاق الفكرة إلى توقيت تنفيذها وعرضها على الشاشة، وهو حيز زمني ضيق جداً، مقارنة بمتطلبات العمل، وهذا ما يجعلني إلى اليوم منكباً على الحلقات الأخيرة من (زون زيرو) لتسليمها إلى (سما دبي)»، ويتابع «كنت أتمنى لو أتيحت لي فرصة العمل في ظروف أكثر أريحية». وطالب مخرج مسلسلات «شعبية الكرتون» و«زون زيرو» و«منصور» و«اشحفان»، بمنح مبدع العمل الكرتوني ما سماه بـ«الوقت العادل لإنجازه»، وتابع «في (زون زيرو)، ومعظم الأعمال الكرتونية التي تنفذ داخل الدولة، لا نحصل على هذا الحق، وغالباً ما نجد نحو أربعة أشهر فقط، تبقى غير كافية، لكنها لا تعفينا من المحاسبة على عنصر الجودة». وكشف حيدر أنه اضطر في «زون زيرو» إلى إنجاز مهام «التحريك» في الهند، بسبب اعتذار الشركات السنغافورية التي اعتاد التعاون معها، لضيق الوقت. وأضاف «حاولت من البداية أن أكون بعيداً عن (زون زيرو)، حتى لا تطغى عليه روح (الشعبية)، واكتفيت بالإخراج والإشراف، بالإضافة إلى حلقة وحيدة، عن مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، قمت بمشاركة جانب من فريق (الشعبية) بكتابة نصها، في حين تعود سائر النصوص إلى مجموعة من شباب الكتّاب الإماراتيين والسعوديين».
مشاركة :