استبعد تقرير "فوربس" الأمريكي أن تتخلى منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وشركاؤها من المنتجين المستقلين بقيادة روسيا عن اتفاق خفض الإنتاج الذي تم التوصل إليه في عام 2016 مرجحا ألا تقوم المنظمة الدولية بشطب تخفيضات الإنتاج بالكامل خلال الاجتماع الوزراي المرتقب في فيينا في 22 حزيران (يونيو) الحالي. وتوقع التقرير الأمريكي المتخصص أن تحتفظ المجموعة بسقف الإنتاج الكلي الخاص بها ولكنها ستخفف القيود على هؤلاء المنتجين القادرين على زيادة الإنتاج، لافتة إلى وجود فوائد عديدة لبقاء الاتفاق مستمرا مع السماح بشكل رسمي أو غير رسمي لبعض الأعضاء بزيادة الإنتاج. ولفت إلى أن المنتجين المشاركين في الاتفاق سيسعون في المرحلة الراهنة إلى تعزيز مستويات الالتزام خاصة بالنسبة للمنتجين من خارج "أوبك" وذلك تجاه العمل ضمن هذه المجموعة باعتبارها مؤسسة قادرة على الاستجابة بشكل جيد للتغيرات في السوق. وبحسب التقرير فإنه من غير المحتمل أن يتمكن إنتاج النفط الأمريكي من أن يقدم نفسه في السوق كبديل للنفطين الفنزويلي والإيراني أو يحل محلهما وذلك بسبب اختناقات خطوط الأنابيب ووسائل النقل الأخرى في الولايات المتحدة إلى جانب الاختلافات الكبيرة في درجة الزيت الخام التي تجعل النفط الأمريكي أقل جاذبية للمشترين والمستوردين الذين اعتادوا استيراد النفط الخام من فنزويلا وإيران. وأوضح تقرير "فوربس" أنه لا يزال تأثير العقوبات الأمريكية في إيران غير واضح لافتا إلى اعتقاد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن عودة العقوبات على إيران كانت السبب الرئيس وراء ارتفاع أسعار النفط الخام بما يراوح ما بين 5 و7 دولارات للبرميل الواحد. في سياق متصل، توقع محللون نفطيون أن تستمر حالة التقلبات السعرية في سوق النفط الخام خلال الأسبوع الحالي بعد أن اختتم الأسبوع الماضي على خسائر بنحو 3 في المائة وذلك في ضوء ترقب السوق لزيادات الإنتاج المتوقعة من قبل دول أوبك وحلفائهم من المنتجين المستقلين. ويرى المختصون أن التكهنات تتفاوت حول الزيادات الإنتاجية المتوقعة التي باتت ضرورية في ضوء استكمال أهداف توازن السوق وتجاوز التخفيضات المتوقعة في ضوء أزمتي الإنتاج في فنزويلا وايران، في ظل اقتراب موعد الاجتماع الوزراي للمنتجين في فيينا يوم 22 حزيران (يونيو). وفي هذا الإطار، يقول دان بوسكا لـ "الاقتصادية"، كبير الباحثين في بنك "يوني كريديت" البريطاني، إنه من الصعب استمرار أسعار النفط الخام على وتيرة واحدة سواء من الارتفاعات أو الانخفاضات مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن يعقب الارتفاعات القياسية-التي سجلت قبل أسابيع قليلة التي دفعت أسعار الخام إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات- موجة جديدة من تصحيح الأسعار ولذا وجدنا أيضا تراجعات سعرية كبيرة أخيرا. وأوضح بوسكا أنه منذ إعلان السعودية وروسيا استعدادهما لتعويض الانخفاضات الحادة الحالية والمتوقعة في إنتاج كل من فنزويلا وإيران مالت الأسعار إلى الانخفاض بسبب تراجع المخاوف من حدوث نقص شديد في الإمدادات يجدد حالة الخلل بين العرض والطلب. ومن جانبه، يقول لـ "الاقتصادية"، ديفيد ليديسما المحلل في شركة "ساوث كورت" لاستشارات الطاقة، إن المخاطر الجيوسياسية وتقلص المخزونات كانا ضمن الأسباب الرئيسة لصعود الأسعار في الفترة الماضية لافتا إلى أن الفترة الحالية وحتى عقد اجتماع المنتجين في 22 حزيران (يونيو) الحالي قد تشهد كثيرا من التقلبات لحين حسم مستوى الزيادة في الإنتاج. وأضاف ليديسما أن مستوى الزيادة في الإنتاج من الأمور النقاشية والتفاوضية الصعبة في أجندة عمل المنتجين في الاجتماع المقبل خاصة أن دول محدودة هي القادرة على زيادة الإنتاج، وهي التي ستحصد المكاسب من الوضع الراهن في السوق، الأمر الذي يفرض على "أوبك" جهودا أكبر للحفاظ على تماسك المنظمة وتوافق المنتجين على الاستمرار في خطط العمل المشترك. ومن ناحيته، يعتقد أندريه يانييف المحلل البلغاري، أنه إذا عاد المنتجون في "أوبك" وشركاؤهم المستقلون إلى مستويات الإنتاج العادية أو حتى اقتربوا منها سيضمن ذلك الحيلولة دون الصعود السريع والقياسي للأسعار التي كان يراهن كثيرون على أنها سوف تكسر حاجز 100 دولار للبرميل في العام المقبل. وأضاف لـ "الاقتصادية"، أن هناك استجابة من المنتجين لرغبة المستهلكين خاصة في الهند لبقاء الأسعار متوسطة حتى لا تعرقل النمو الاقتصادي أو تدمر مستويات الطلب العالمي لافتا إلى أن انخفاض الأسعار سيهدئ من وتيرة الزيادات المتسارعة في الإنتاج من النفط الصخري الأمريكي. وكانت أسعار النفط قد تراجعت في ختام الأسبوع الماضي مع ارتفاع الدولار بفعل بيانات أفضل من المتوقع للوظائف في الولايات المتحدة وهو ما وضع ضغوطا على السلع الأولية المسعرة بالعملة الأمريكية. وبحسب "رويترز"، هبطت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.23 دولار، أو 1.9 في المائة، لتبلغ عند التسوية 65.81 دولار للبرميل، وأنهى الخام الأمريكي الأسبوع على خسارة قدرها 3 في المائة بعد هبوط بلغ نحو 5 في المائة الأسبوع الماضي. وتراجعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 77 سنتا، أو 0.99 في المائة، لتسجل عند التسوية 76.79 دولار للبرميل، لكنها أنهت الأسبوع على زيادة قدرها 0.4 في المائة. وبلغ الفارق بين أسعار الخامين القياسيين عند التسوية 11.02 دولار بعد أن وصل أثناء الجلسة إلى 11.57 دولار وهو الأكبر منذ عام 2015. وزاد عدد الحفارات النفطية النشطة في الولايات المتحدة للأسبوع الثاني على التوالي برغم تراجع أسعار الخام نحو 7 في المائة على مدار الأسبوعين الماضيين، ولا يتوقع محللون أي تغييرات كبيرة في إجمالي عدد الحفارات للفترة المتبقية من العام. وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، إن شركات الحفر النفطي أضافت حفارين اثنين في الأسبوع المنتهي في أول حزيران (يونيو) ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 861 وهو أعلى مستوى منذ آذار (مارس) 2015. وهذه هي المرة الثامنة التي يرتفع فيها عدد الحفارات النفطية النشطة في الولايات المتحدة في الأسابيع التسعة الماضية. ويرتفع إنتاج الخام الأمريكي إلى مستويات قياسية منذ أواخر العام الماضي، وقفز الإنتاج الأمريكي في آذار (مارس) إلى مستوى قياسي عند 10.47 مليون برميل يوميا. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة هبطت الأسبوع الماضي بأكثر من المتوقع مع زيادة مصافي التكرير الإنتاج، بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير. وأضافت أن مخزونات الخام هبطت 3.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 25 أيار (مايو) بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 525 ألف برميل. وأظهرت بيانات إدارة المعلومات أن مخزونات النفط في مركز التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما انخفضت بمقدار 556 ألف برميل. وزاد استهلاك مصافي التكرير من الخام بمقدار 527 ألف برميل يوميا، وارتفعت معدلات تشغيل المصافي 2.1 نقطة مئوية. وارتفعت مخزونات البنزين 534 ألف برميل مقارنة بتوقعات محللين في استطلاع لهبوط قدره 1.4 مليون برميل. وزادت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 634 ألف برميل في حين كان من المتوقع أن تهبط 1.3 مليون برميل. وأظهرت بيانات إدارة المعلومات أن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي انخفض بمقدار 959 ألف برميل يوميا إلى 5.45 مليون برميل يوميا.Image: category: النفطAuthor: أسامة سليمان من فيينا publication date: الأحد, يونيو 3, 2018 - 20:00
مشاركة :