الصادق المهدي: نظام البشير أفلس ماليا وسياسيا

  • 6/7/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - (د ب أ): وصف رئيس الوزراء السوداني الأسبق المعارض البارز صادق المهدي حكومة الرئيس عمر حسن البشير بأنها «مفلسة ماليا وسياسيا وفكريا»، ورأى أن السودانيين «لن يتحملوا هذا الوضع كثيرا». وتحدث المهدي في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية عن أن تقارب البشير مع كل من قطر وتركيا ربما يأتي في إطار «المناكفة السياسة» للسعودية فضلا عن أن الدوحة وأنقرة «تستغلان حاجته الى المال». كما أكد أن «هناك علاقة وثيقة تربط السودان وقطر وتركيا، وهي المرجعية الإخوانية». وقال: «هناك أحاديث تفيد بوجود توترات بعلاقة نظام البشير بالسعودية والإمارات وأنه منزعج من تراجع دعمهما له، ولذا يقوم بمناكفتهما سياسيا باللجوء الى قطر وتركيا... وعلى أي حال أرى أن هذا النظام تعود على اللعب على كل الأطراف. وفي الواقع، انكشف هذا للجميع، وبالتالي فقد النظام المصداقية لدى مختلف الأطراف ذات المصالح المتضاربة». واستطرد: «ها هو الآن يحاول الضغط بورقة سحب القوات السودانية من اليمن عبر تصويره لوجود مطالبات شعبية لإعادتها... والحقيقة هي أن القوات السودانية وغيرها من دول إفريقية أخرى صارت كالمرتزقة: أي أنها تعمل لمن يدفع لها». وحول تأثير علاقة البشير مع قطر وتركيا على علاقة الخرطوم بالقاهرة، قال إن «نظام البشير يدرك بصورة تامة قلق القاهرة جراء علاقته مع كل من قطر وتركيا... والأزمة الأساسية تكمن في انطلاق النظامين المصري والسوداني من مرجعيات متصادمة لا يمكن التوفيق بينهما، بغض النظر عن الأحاديث الطيبة المتبادلة بينهما، فالإخوان بمصر بحكم القانون جماعة إرهابية وبالسودان شركاء بالسلطة». وشدد على أن قطر وتركيا «تستغلان حاجة البشير الى المال وتثقلانه بالديون التي قد يضطر من أجل سدادها إلى المضي في سياسة تسليم الأصول، كما حدث بصفقة سواكن، التي تحولت نتيجة لعقدها بقرار فردي منه لمعسكر تركي داخل السودان». وحول موقفي كل من السودان ومصر بشأن سد النهضة وتهريب السلاح عبر الحدود المشتركة، قال: «بالنسبة الى سد النهضة، فالمصالح متناقضة بالأساس: فهو يمثل ضررا لمصر ومنفعة للسودان... ونظام البشير المنفعي يتكلم مع إثيوبيا كحليف استراتيجي، ويكرر الأمر ذاته مع مصر. ولكن فيما يتعلق بالسلاح فأنا لا أعتقد أنه يتعمد تهريب سلاح لمصر... السودان مجاور لدول بها صراعات فوضوية مثل ليبيا... إنه يعمل على ضبط الحدود ولكن مع اتساعها وقوة شبكات الإرهاب والتهريب فإن الأمر فوق طاقته». واعتبر المهدي (82 عاما) أن حديث البشير عن محاصرته اقتصاديا ما هو إلا محاولة لتبرير الفشل العام بالسودان، وأرجع الأزمة الاقتصادية المتفاقمة حاليا للسياسات الاقتصادية الخاطئة التي اتبعها البشير قبيل انفصال الجنوب وبعده. ورأى رئيس الوزراء الأسبق أن البشير شخصيا من أسباب الأزمة الاقتصادية وقال: «كون البشير مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جعل كثيرين بنادي باريس يرفضون استفادة السودان من برنامج إعفاء الديون على الدول الفقيرة... فضلا عن تسببه في وضع السودان على لائحة الدول الراعية للإرهاب لسماحه بفترة ما باستقبال كل من مارس العنف والتكفير... كما كان لوجود أسامة بن لادن بالسودان دور في ربط الولايات المتحدة بين السودان وحادث تفجير سفارتيها بنيروبي ودار السلام 1998... أي أن الاتهام له جذور مرتبطة بوقائع معينة... وعدم رفع اسم السودان من اللائحة يعني استمرار العقوبات أيضا».

مشاركة :