جديد نيكولا بافريز المحرر بمجلة لوبوان كتاب بعنوان "العنف والتعصب: دفاعا عن الحرية في عصر التاريخ الكوني"، يؤكد فيه أن العنف لم يعد أمام أبوابنا بل في ديارنا، ولئن كانت أيديولوجيات القرن العشرين قد ماتت، فإن التعصب القومي والديني يشهد عودته، ومعه الحروب الأهلية، وحرب الدين التي ليس لوحشيتها حدود. وبغض النظر عن النزاعات المسلحة، فإن العنف ينشتر عبر قنوات العولمة، ويدخل حتى قلبِ المجتمعات المتقدمة، لا سيما عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تتحرر من كل إطار أو قاعدة. والعنف في رأي الكاتب هو سلام دمار شامل ضد الديمقراطية، سواء اتخذ له ملامح الشعبوية أو الراديكالية الدينية، أو شكل تهديدات تصدر عن الإمبراطوريات الجديدة. ولا بد للأمم الحرة كما يقول ألا تنكر تلك الحقيقة فتتحرك لمواجهته، كي لا يكون القرن الحالي قرن المجازر والفظائع. السلطة والعبودية رأي مغاير عن الأندلس وثائق عن الأندلس "مؤسسة العبودية- مقاربة عالمية" هو عنوان كتاب لعالم الأنثروبولوجيا الراحل ألان تيستار، وهو نسخة منقحة من كتابه "العبد والدَّين والسلطة" الذي كان صدر عن غاليمار. يتوقف الكاتب عند مفهوم العبد الذي ما انفك يتغير حسب الأزمنة والأمكنة، ولكنه يبقى معادلا للمقصى، مقصًى من المدينة في العالم القديم، ومقصًى من القرابة في مجتمعات النسب، ومقصى من المجتمعات الملكية بوصفه رعية، أي أن الإقصاء من العلاقات الاجتماعية الأساسية هو الذي يميز العبد من أشكال التبعية والاستعباد. ويرى الكاتب أن ثمة رابطا مباشرا بين العبودية وظهور الدولة، فهي التي تبيح لنفسها احتكار العبيد، تجاه سلطات منافسة من شتى الأصناف. والمفارقة، كما يبين الكاتب، أن أسوأ حالات أوضاع العبيد نجدها في المجتمعات الأقل مركزية وتنظيما وقمعا، أما أكثرها رحمة فتوجد في المجتمعات الأكثر تسلطا واستبدادا. رأي مغاير عن الأندلس بعد كتاب "أرسطو في جبل سان ميشيل" الذي أنكر فيه سيلفان غوغنهايم دور العرب في نقل الفكر اليوناني إلى الغرب، هذا كتاب آخر بعنوان "الأندلس، اختلاق أسطورة: الواقع التاريخي لإسبانيا الثقافات الثلاث"، يضع فيه المستشرق الإسباني سيرافين فنخول موضع شك التسامح بين الأديان الثلاثة الذي اتسم به حكم العرب في الأندلس، والذي سمح بتبادل ثقافي طيلة قرون بين الجاليات الإسلامية والمسيحية واليهودية، وتعايش سلمي بينها. ويبين فنخول أن ذلك محض أوهام من صنع خيال رومانسي، لأن الواقع في نظره يخالف تماما ما استقر في الأذهان، وأن النزاع وعدم التسامح والعذاب والعنف هي التي كانت سائدة في شبه الجزيرة الإيبيرية، وأن إسبانيا لم تعرف طريق التحرر والانفتاح إلا مع حروب الاستعادة (ريكونكيستا). والكتاب يزخر بالوثائق التي استعان بها هذا المستشرق لتفنيد ما أقرته كتب التاريخ، أي أن الأندلس التي نعرفها لم تكن في رأيه سوى أسطورة.
مشاركة :