أيها الشاب: عِشْ حياتك..!2/1

  • 12/6/2014
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

أول ما ينقدح لذهن قارئ عنوان هذا المقال أن المعنى المراد بقولي «عِشْ حياتك» أي استمتع بها إذ هو المعنى المشاع والمتداول في المجتمع ولكنه يحمل غالباً ضمن معناه أن تعيش متخلياً من كل هم ومسؤولية تقلقك أو تشقيك وتركز على متعتك الخاصة، وهي ثقافة سائدة لدى البعض بالانسلاخ من جُلّ الواجبات الشرعية والاجتماعية التي تفرضها قوانين الشرع أو أعراف المجتمع، في سبيل محاولة تحصيل أكبر قدر من الاستمتاع الشخصي والتخفف من الأعباء، وهذا المعنى مع شديد الأسف هو سبب تدهور لكثير من شباب الجيل، فمن المؤكد أن فترة الشباب هي أحلى مراحل العمر وأعذبها، ولذا تغنى بها الشعراء كما يقول أبو بكر الخوارزمي واصفاً متعة الشباب بالمُلك: الملك عندي متعة الشباب والعزل عندي فرقة الأحباب والقحط عندي قلة الأصحاب والشؤم عندي كثرة العتاب يا صديقي الشابّ: إن هذه المرحلة هي ذروة القوة والحيوية والنشاط بين جميع مراحل العمر لدى البشر! صديقي الشابّ: إن هذه المرحلة السريعة هي عُمرك الحقيقي وما بعدها نتيجة لها! هل هذا صادم؟! أبداً لن يكون كذلك إذا علمت: إن مرحلة الشباب من أهم المراحل التي يمر بها الفرد، حيث بدأت شخصيتك فيه بالتشكل؛ وقد تلاحظ ويلاحظ من حولك أنه قد بدأت تنضج معالم هذه الشخصية الشابة من خلال ما تكتسب يومياً من معارف وخبرات ومن خلال العلاقات الاجتماعية التي قمت أيها الشاب بصياغتها ضمن اختيارك الحر..! وإذا كان معنى الشباب أول الشيء، فإن مرحلة الشباب تتلخص في أنها مرحلة التطلع إلى المستقبل بطموحات عريضة وكبيرة؛ ومن هنا يبدأ ظهور التوجهات وتحديد الأفكار والأهداف والغايات وتبدأ سمات الشخصية، ويتحدد باكتمالها كل شيء، والأمر كله لله والتوفيق من عنده سبحانه. «أما قبل» فإذا تقرر هذا، فإن المعنى الحقيقي الذي ينبغي أن يترسخ في ذهن كل مراهق مقبل على الشباب وكل شابّ ما زال يتنفس: أن قمة متعتك الحقيقة الآن هي رحلة نحو بناء ذاتك ومستقبل حياتك في سنين الشباب السريعات..! لا أن تهدمها بالمتع الزائلات..! والبناء يعني التأسيس وعليه فإن كل ما ستتخلى عنه في شبابك طلباً للمتعة ولتعيش المرحلة فإنك لن تتمكن من بنائه وتأسيسه لاحقاً وسيكون أثقل على ظهرك من جبل أُحد! إن قيمة الحياة تكمن في إدراك معاني الأشياء على الحقيقة ليكون التعامل معها على الوجه الصحيح. وبالتالي أمامك مسؤوليات ينبغي أن تتحملها تباعاً.. بأن تتعلم فترفع الجهل عن نفسك في ما لا يسع المسلم جهله من ضرورات الدين التي تقيم بها عبادتك ومعاملاتك. ثم تبدأ واجبات تجاه مجتمعك الذي هو «محراب التعبد» بداية بالوالدين والأسرة وأهل البيت وما يليهم من دوائر المجتمع.

مشاركة :