تصدى ديفيد ديفيس، الوزير المكلف ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، لمتمردي حزب «المحافظين» الداعين إلى منح مجلس العموم (البرلمان) سلطة أكبر في ما يتعلّق بالاتفاق النهائي مع بروكسيل، وأبلغ رئيسة الوزراء تيريزا ماي أنه لن يسمح للبرلمان بالتأثير في دور الحكومة. جاء ذلك بعدما توصلت ماي والنواب، المعترضون على طريقة إدارتها المفاوضات مع الاتحاد، إلى صيغة توافقية تضمّن التصويت لمصلحتها، في مقابل تعهدها العودة إلى البرلمان إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع بروكسيل، بحلول تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وهدد المتمردون بالعودة إلى موقفهم الأساسي خلال المناقشات الأسبوع المقبل، ما يضع ماي أمام موقف حرج، وقد يؤدي تنفيذهم هذا التهديد إلى هزيمة رئيسة حزبهم في مجلس العموم. وكان المتمردون على وشك الاتفاق نهائياً مع ماي على منح البرلمان دوراً أكبر في «بريكزيت». لكن زعيمهم دومينيك غريف، وهو مدع عام سابق، اكتشف تغييراً في الصيغة المتفق عليها التي تنصّ على إعطاء البرلمان سلطة تعديل خطة الحكومة، أو رفضها، أو الإشراف على المكلفين إدارتها، ما دفعه إلى التهديد بالتصويت ضدها، مثيراً حفيظة ديفيس الذي قال إن «المحافظين لا يحبون الخضوع أو التراجع عن مواقفهم». وقال مصدر حكومي إن ديفيس «اعترض على منح البرلمان سلطة لتعديل الخطة، ووافقت ماي على اعتراضه». واعتبر المتمردون موقف رئيسة الوزراء تراجعاً. لكن المصدر أكد أن «ما اتُفق عليه كان خياراً وجب عرضه على رئيسة الحكومة، ففضلت عدم الأخذ به»، مضيفاً أن «ديفيس استغل الفرصة وردّ على المعترضين، إذ إنه وزير والملف ملفه وهو مستعد للدفاع عن موقفه بكل ما أوتي من قوة». لكن مصدراً مقرباً من ديفيس نفى أن يكون الأخير أجهض الاتفاق، لافتاً إلى أن ما «عُرض على ماي كان بالنسبة إليه خطاً أحمر وضعه بنفسه». إلى ذلك، سيدرس مجلس اللوردات غداً خطة قريبة مما يطرحه المتمردون، ويعيدها إلى البرلمان لمناقشتها. وأبلغ ديفيس اللوردات أن الحكومة توافق على «روحية التعديلات (التي أجروها) والتزمنا بذلك»، وزاد: «التزمنا أيضاً درس مشروع غريف وسنعود بصيغة جديدة. تعديلاتنا تعكس النقاشات (مع المتمردين)، ونؤكد أنه إذا رفض البرلمان الاتفاق (وهذا مستبعد) أو لم نتوصل إلى اتفاق (مع بروكسيل)، سنعرض تقريراً على مجلس العموم يتبعه تصويت». شارك المقال