الامارات تريد انسحابا غير مشروط للمتمردين من الحديدة لوقف الهجوم

  • 6/18/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دبي (أ ف ب) - أكّدت الامارات، الشريك الرئيسي في التحالف العسكري في اليمن الاثنين ان الهجوم باتجاه ميناء الحديدة لن يتوقف الا اذا انسحب المتمردون من المدينة من دون شرط، في وقت تتواصل مهمة مبعوث الامم المتحدة في صنعاء لمحاولة التوصل الى تسوية، في مسعى وصفته أبوظبي بـ"الفرصة الاخيرة". وفي اليوم السادس من الهجوم، شهد محيط مطار الحديدة الواقع في جنوب المدينة المطلة على البحر الاحمر اشتباكات متقطعة جديدة قتل فيها 25 من الطرفين، بحسب مصادر عسكرية، بينما تعهد المتمردون بالتصعيد العسكري في مقابل استمرار عملية الحديدة. وقال وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش في مؤتمر صحافي في دبي "نقوم بهذا الضغط (...) ليساعد أيضا المبعوث الاممي حاليا في فرصته الاخيرة لاقناع الحوثيين بالانسحاب غير المشروط من المدينة وتجنيب المدينة اي مواجهة". واضاف "اذا لم يتم ذلك (...) فاننا مصممون على تحقيق أهدافنا". وشدد قرقاش على ان "أي عرض للانسحاب لا يجب ان يكون مشروطا"، معتبرا انه "لو أرادوا وضع شروط فكان عليهم ان يقوموا بذلك قبل عام حين كانت المفاوضات جارية وكانوا في وضع أفضل. هذا ليس وقت التفاوض بل وقت الانسحاب من دون شروط". وكانت القوات الموالية للحكومة بدأت الاربعاء بمساندة قوات اماراتية هجوما واسعا تحت مسمى "النصر الذهبي" بهدف اقتحام مدينة الحديدة، في أكبر عملية تشنها هذه القوات ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات. وتضم مدينة الحديدة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة الى ملايين السكان في البلد الذي يعاني من أزمة انسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه. لكن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويضم الامارات، يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية. ويتهم التحالف ايران بتهريب الاسلحة الى المتمردين ودعمهم عسكريا، وهو ما تنفيه طهران. - "انقاذ المدينة " - ويدعو التحالف الى تسليم إدارة الميناء للامم المتحدة او للحكومة المعترف بها دوليا لوقف الهجوم. وقال قرقاش ان المتمردين "يجنون الكثير من الأموال" جراء سيطرتهم على الميناء، مضيفا "لن يذهبوا، فهم مرتاحون (...) الحديدة مصدر ايرادات بالنسبة لهم، لكننا نعرض عليهم انقاذ المدينة". وعن دور ايراني محتمل على الارض في هذه الحرب، قال الوزير الاماراتي "لا معلومات لديّ، لكن الأكيد ان (ايران) تقدم لهم مساعدة سياسية واعلامية"، مشددا في الوقت ذاته على ان تهريب السلاح في الوقت الحالي ليس ممكنا. وأوضح "لا يمكن تهريب السلاح الآن لان كل الأعين على الحديدة". وجاءت تصريحات قرقاش في وقت تتواصل زيارة مبعوث الامم المتحدة لليمن مارتن غريفيث الى صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين سعيا للتوصل الى حل سلمي يمنع الحرب عن شوارع الحديدة بعد ان وصلت الى مشارفها. وتخشى الامم المتحدة ومنظمات دولية ان تؤدي الحرب في مدينة الحديدة الى وقف تدفق المساعدات، لكن السعودية والامارات سعتا الى طمأنة المجتمع الدولي عبر الاعلان عن خطة لنقل المساعدات في حال توقف العمل في الميناء. ومساء الاحد، التقى رئيس "حكومة" المتمردين غير المعترف بها دوليا عبدالعزيز صالح بن حبتور، غريفيث والوفد المرافق له بحسب وكالة "سبأ" المتحدثة باسم المتمردين. وقال حبتور خلال اللقاء ان المتمردين يؤيدون "أي توجه (...) نحو سلام حقيقي"، لكنه شدد في الوقت ذاته على ان "تصعيد العدوان سواء في الحديدة أو في غيرها من المحافظات والمناطق اليمنية سيقابل بتصعيد" مماثل من قبل الحوثيين. وتدور الاشتباكات منذ بداية الهجوم في محيط مطار الحديدة. وقتل 7 من القوات الموالية للحكومة و18 من المتمردين في مواجهات جديدة الاثنين، حسبما افاد مصدر في القوات الحكومية وكالة فرانس برس، ما يرفع الى 164 عدد قتلى الجانبين منذ الاربعاء الماضي. - "أكثر من ممتاز" - وكان المتمردون شنوا خلال اليومين الماضيين هجمات من داخل المدن الواقعة على الشريط الساحلي في غرب اليمن باتجاه الطريق الرئيسي الرابط بين مناطق تضم قواعد رئيسية للقوات الحكومية جنوبا، ومدينة الحديدة شمالا. وأثّرت هذه الهجمات على عملية ارسال تعزيزات من قواعد رئيسية في جنوب الطريق الساحلي الى مدينة الحديدة، وفقا لمصادر في هذه القوات. ورغم ان القوات الحكومية تقاتل منذ الاربعاء لاقتحام المطار والسيطرة عليه، قال قرقاش "وضعنا اكثر من ممتاز"، مشيرا الى ان بطء التقدم سببه "نيران القناصة" ومحاولة تجنب ايقاع خسائر في صفوف المدنيين. ويدور النزاع بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين في اليمن منذ سنوات. وتدخلت السعودية على رأس التحالف العسكري في 2015 لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014 وبعدها على الحديدة. وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015. وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كلم عن صنعاء. وأدى النزاع في اليمن منذ التدخل السعودي الى مقتل نحو عشرة آلاف شخص واصابة نحو 53 الفا في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا. وتسببت المعارك الاخيرة في محافظة الحديدة بنزوح نحو خمسة آلاف عائلة عن منازلها.محمد علي حريصي © 2018 AFP

مشاركة :