قال مرصد الأزهر، إنه يولي أهمية كبرى لمتابعة الأحداث المتعلقة بقضية الحجاب كونها واحدة من القضايا المُهمة المثارة باستمرار في الدول الأوروبية، لا سيّما في مجال العمل، وكذلك الأسباب التي تزيد من تطور ظاهرة الإسلاموفوبيا وانتشارها في الأوساط الأوروبية. وأضاف: "في إطار هذا الاهتمام تابعت وحدة الرصد باللغة الإسبانية ما تم تداوله بشأن رفض تعيين فتاة إسبانية مسلمة في إحدى الشركات المتخصصة في الصحافة والتصوير بسبب ارتدائها الحجاب".وأوضحت الفتاة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنه قد تم رفضها بهذه الوظيفة على خلفية ارتدائها ملابس ذات طابع إسلامي، مشيرة بذلك إلى الحجاب، وذكرت أنه لم يتم إجراء مقابلة شخصية معها رغم استدعائها لذلك. وعند وصولها إلى مقر الشركة أوضح لها أحد المسئولين أن مظهرها لا يتناسب مع متطلبات هذه الوظيفة، وذلك بمجرد رؤيتها فقط، وأشار إلى أن التعامل مع العملاء يتطلب فتيات يعملن دون حجاب يغطي الرأس.وأعربت الفتاة عن استيائها من هذا الموقف، وتساءلت لماذا لم يتم إخبارها بذلك منذ البداية؟! رغم أنها قدّمت سيرتها الذاتية للشركة مرفقة بها صورة شخصية ترتدي فيها الحجاب. وفي ذات السياق أوضح المسئول أنه تصور أن الفتاة عند قدومها لإجراء المقابلة ستأتي بدون الحجاب، بما لا يتنافى مع متطلبات الوظيفة وطبيعة العمل هناك، مؤكدًا أنه لم يكن عنصريًا في تصرفه معها، علاوة على ذلك تمت الإشارة إلى أنها مغربية عربية مسلمة ولا تتناسب مع الوظيفة، رغم أنها إسبانية، أي أن المسئول قد حكم على الفتاة وعلى جنسيتها فقط من خلال مظهرها الخارجي وما ترتديه من ملابس. وأدان مرصد الأزهر، كل أعمال العنصرية التي تُحدث تصدعات في بنية المجتمع الواحد.جدير بالذكر أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، فقد تكرر الأمر في حالات سابقة؛ ويعمل المرصد على متابعتها وإعداد دراسات حولها للوقوف على أسبابها والآثار المترتبة عليها.وقال: إن الحكم على المظهر فقط له آثار سلبية خطيرة على المجتمعات كافة، وأن معظم ما تجنيه المجتماع الغربية من آثار سلبية تحدث تصدعات داخل مجتمعاتها يرجع في الأساس إلى الأحكام المسبقة، "لذا يعمل المرصد بدوره على إزالة الأحكام المسبقة التي تشوه صحيح الدين الإسلامي ويعمل على نشر تعاليمه السمحة، التي تدعو إلى التآلف والمحبة وترفض العنصرية بكل صورها".
مشاركة :