واصلت أسعار النفط اتجاهها الصعودي في الأسواق أمس، وذلك وسط تنامي مخاطر ضعف إمدادات وارتفاع الطلب والعقوبات الأمريكية الوشيكة على طهران.وصعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 78 سنتاً، أو ما يعادل 1.75 % إلى 79.21 دولار للبرميل.وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 74.29 دولار للبرميل في العقود الآجلة، بانخفاض قدره 26 سنتاً يعادل 0.4 في المئة عن التسوية السابقة. وسجل خام غرب تكساس الوسيط أعلى مستوى منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014 يوم الخميس عند 74.03 دولار للبرميل. فضلاً عن ذلك، فإن الحكومة الأمريكية تحاول قطع طريق الوصول إلى أسواق النفط العالمية على إيران عندما تطبق عقوباتها على طهران بشكل كامل في نوفمبر/تشرين الثاني. وأبدى الكثيرون من كبار مشتري النفط الإيراني، ومن بينهم اليابان والهند وكوريا الجنوبية، بالفعل نيتهم التوقف عن استيراد الخام الإيراني، ما لم تمنحهم واشنطن استثناء من العقوبات. وحتى ذلك الحين، يبدو أن آسيا تحصل على أكبر قدر ممكن من النفط الإيراني؛ حيث أظهرت بيانات تتبع سفن وأخرى حكومية، أن واردات كبار مشتري النفط في آسيا من الخام الإيراني، ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في ثمانية شهور خلال مايو/أيار. وتشير البيانات إلى أن الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية استوردت الشهر الماضي 1.8 مليون برميل يومياً من إيران. ويزيد ذلك بنحو 15 في المئة على مستويات ما قبل عام.وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن بلاده ستزيد إنتاجها النفطي 200 ألف برميل يومياً في يوليو/تموز، بعد اجتماع بين أوبك ومنتجين من خارجها في فيينا الأسبوع الماضي جرى الاتفاق خلاله على تخفيف قيود الإنتاج جزئياً. وعلق قائلاً «نخطط (لإضافة) ما يصل إلى 200 ألف برميل يومياً في يوليو»؛ وذلك رداً على سؤال بشأن الحجم، الذي ستزيد به روسيا إنتاجها بعد الاجتماع.ووافقت موسكو في البداية على تقليص الإنتاج بمقدار 300 ألف برميل يومياً تشكل حصتها من خفض في الإمدادات قدره 1.8 مليون برميل بومياً تعهد به كبار منتجي الخام في العالم. أضاف نوفاك أن شركات النفط الروسية ستزيد إنتاجها بالنسبة، والتناسب وبما يتماشى مع التخفيضات السابقة التي تعهدت بها؛ لكنه لم يخض في التفاصيل. ( رويترز)محور «روسي- سعودي» يقود سياسة الإنتاجدلل الاجتماع الأخير لأوبك في فيينا، على أنه حينما يتعلق الأمر بالنفط، فإن السعودية هي صاحبة الكلمة العليا باعتبارها أكبر منتج للنفط على مستوى العالم، لكن اللافت في الأمر أن الأيام الأخيرة شهدت تشكل محور «سعودي - روسي» يستهدف تحقيق التوازن في أسواق النفط.بحسب ثلاثة مصادر قريبة من أوبك وروسيا فإن أكبر مصدرين للنفط في العالم اتفقا في مايو/ أيار على العمل على نحو وثيق لترتيب زيادة كبيرة في إنتاج النفط. وما جرى في فيينا كان أحدث مثال على الكيفية التي نحت بها روسيا والسعودية أوبك جانباً على نحو فعّال، وقادتا سياسة الإنتاج. واقترحت روسيا في البداية أن يزيد إنتاج دول أوبك وحلفاء المنظمة من خارجها، مثل موسكو نفسها، 1.5 مليون برميل يومياً اعتبارا من يوليو/ تموز. وقالت المصادر الثلاثة لرويترز، إن خطتهما كان يقضي بأن تقترح السعودية بعد ذلك زيادة أكثر تواضعاً تقل عن مليون برميل يومياً على أمل أن يكون هذا مقبولاًَ من جانب إيران. وبالفعل دفعت السعودية باتجاه زيادة بمقدار مليون برميل يومياً في اجتماع فيينا، بما يتماشى مع الخطة التي اتفقت عليها مع موسكو قبل ما يزيد على شهر. وفي مسعى لإنعاش أسعار الخام بعد أن انخفضت إلى 27 دولاراً للبرميل في 2016، أبرمت أوبك وحلفاؤها اتفاقاً لخفض إنتاج النفط 1.8 مليون برميل يومياً منذ بداية 2017. أعاد الاتفاق التوازن للسوق وزاد أسعار النفط إلى نحو 75 دولاراً للبرميل. لكن التعطيلات غير المتوقعة في إنتاج فنزويلا وليبيا وأنجولا زادت التخفيضات إلى نحو 2.8 مليون برميل يومياً في الأشهر الأخيرة، ومن المتوقع أن تخفض العقوبات الأمريكية إنتاج إيران إلى النصف، ما يهدد بدفع أسعار النفط للارتفاع. (رويترز)
مشاركة :