مبروك للوزراء | د. مازن عبد الرزاق بليلة

  • 12/11/2014
  • 00:00
  • 58
  • 0
  • 0
news-picture

منذ زمن لم تشهد المملكة مثل هذا التعديل الوزاري الكبير، لثماني وزارات دفعة واحدة، في وقت واحد، وهو دليل أن تجديد الدماء الشابة هو شعار المرحلة المقبلة، والتغيير يجلب الحياة، وشكرًا لمن سبق، وأعطى، وأنجز، ومرحبًا بالقادمين. ومع كل تغيير تُثار بعض التساؤلات: مَن سيأتي؟ ومَن سيرحل من المساعدين، ودور مراكز القوى المؤثرة في كل موقع؟ تقول مجلة النجاح الأمريكية (سكس)، عندما يأتي المسؤول بطموحات جديدة، عليه منع مراكز القوى السابقة من التأثير في سياسته الإصلاحية، وعليه أمران: الأول، تعيين، أو تكليف المساعدين والمديرين الذين يحملون نفس طموحاته، من داخل أو خارج المنشأة، ولكن يشترط أنهم يحملون معه نفس الهموم والرؤى؛ ممّا يساعد على تحقيقها، والأمر الثاني، وضع الضوابط الإدارية التي تقضى على التجمعات الخفيّة، وتقلل من شأن التأثير السلبي لمراكز القوى القديمة. الضوابط الإدارية تحتاج إلى إيضاح، خذ مثلاً الترقيات، يجب وضع ضوابط معروفة ومقننة، لا تعتمد على المزاجية، ولا على التقرّب من المسؤولين للترقية، حتى يصبح تأثير مراكز القوى الداخلية محدودًا أو شبه معدوم، والعمل بتنظيم إداري واضح، يضع كل مسؤول أمام مسؤوليته، مع شرح وافٍ للمهام والأعمال المطلوبة منه، واعتماد مبدأ تقييم الموظفين للترقية، وفق معايير وبنود ودرجات واضحة، تراعي الإنجاز، ممّا يخفف من وطأة المجاملات. من الأفضل لمعايير التقييم، أن تكون في يد لجنة خارج نطاق المسؤول، حتى تكون حيادية، وتحذر المجلة من الترقية أو التعيين؛ وفق سياسات شخصية، فهذه الخطوة سوف تقسم الموظفين إلى شطرين، الشطر الأول سوف يحجم عن العطاء، ويقول التقدير يتم هنا بالواسطة، فلماذا أعمل؟! والشطر الثاني سوف يتبع خطوات الواصلين بالتقرّب والتزلّف، ويسيرون على نفس خطاهم القائمة على العلاقات الشخصية. #القيادة_نتائج_لا_أقوال عندما يتعيّن المسؤول الجديد، تبدأ الهمسات تتحرّك إليه، وتبدأ كلمات القيل والقال تصله: فلان يقول كذا، وفلانة قالت كذا، ولو فتح المسؤول بابه للقيل والقال، فلن يُغلَق، وسوف يسود الإحباط، ومن المهم أنه عندما يبدأ ملاحظة هذه الظاهرة، أن يحضر المُتحدِّث أمامه ليستمع للنقد مباشرة بحضور كل الأطراف، ويرد بنفسه، وبذلك يُغلق باب الأقاويل.

مشاركة :