لا يبقى الشيء على حاله، وعجلة التطور والتغير مستمرة، وهذا ينطبق على صحافتنا الشعبية التي طالما أخذت حيزاً كبيراً ظهر من خلاله العديد من الشعراء والكتاب. عندما كانت الصحافة الشعبية تتسيد أعلامنا الشعبي، كان الأبرز فيها ظهور شعراء استطاعوا أن يفرضوا على القارئ متابعتهم لإبداعهم وهناك من اتخذ منهم طريقاً جعل فيه المحسوبية والإطراء سمة بارزة على تلك المجلات من خلال ما اصابها من عبث تحريري بأيدي فئة جعلت القارئ ينفر من متابعتهم وقراءة ملفاتهم الشعبية في تلك المجلات. نتذكر أغلفة تلك المجلات وصورها التي كانت حكراً على شعراء الشلة الذين استحوذوا تماماً عليها حتى أن القارئ أصيب بالملل في تلك الفترة وهذا ما ترك أثراً كبيراً وانطباعاً سيئاً في نفوس محبي الشعر ليس على المستوى المحلي بل على مستوى الصحافة الشعبية في الخليج حتى الآن. الآن ونحن في زمن التطور الإعلامي الذي أصبح في متناول الجميع من خلال ما نراه من منتديات الأدب الشعبي ومن مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، انقرضت تلك المجلات وانقرض معها أصحابها ولم يعد لهم ذكر أو نشاط بل تواروا تماماً فبعد الصولات والجولات السابقة أصبحوا في طي النسيان على الأقل من قبل المتابع والشاعر على حدٍ سواء فكم من شاعر مبدع أصيب بخيبة أمل في مجلاتهم ومن تجاهلهم له وكم أيضاً من شاعر وكاتب مبدع أصيب بالإحباط من محسوبياتهم ومجاملاتهم. الجميل في التطور التقني الحديث في الأدب والشعر أن الكل أصبح ينثر إبداعاته دون أن يسيطر عليها أحد ودون التدخل من أحد وأصبح الكل لديه صفحة خاصة به يملؤها بإبداعاته بينما أصحاب المجلات المنقرضون لم يعد لهم تواجد إلا في النادر والمتواجد منهم هو المبدع فقط الذي خدم الأدب الشعبي وعمل فيه بإخلاص ونزاهة وهولاء هم من يستحقون الشكر والتحية. انقرضت المجلات وانقرض الذين كانوا يسيطرون على الساحه الشعبية وأجد أن بعضهم اتجه الى القنوات التلفزيونية ولكنه لم يعد كما كان لأن الشيء لا يبقى على حاله. وهذه هي الصحافة الشعبية تعطي من يعطيها بإخلاص ونقاء. أخيراً : ذكرت الموعد المنسي لقيتك حبي الممسوح هناك الشارع الموحش ظلامه حيل يشقينا أنا في داخلي صرخة أنا في دنيتي مجروح مسافة بيني وبينك دروب الحزن تطوينا
مشاركة :