ضجيج القنوات الشعبية - عبد العزيز الصعب

  • 3/3/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحنا في ملل متابعة وتقليب قنوات الشعر الشعبي التلفزيونية التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة. العملية ليست بالكم بقدر ماهي بالكيف فما يقدم في تلك القنوات ويُعرض بها مجرد استعراض فقط وضجيج شعبي أن جاز القول لأننا لا نرى ما يفيد من مواد شعبية غير عروض احتفالية ومجاملات بعيداً عن الموروث الشعبي الذي يفترض أن يكون حاضراً. أصحاب تلك القنوات لا هم لهم سوى الكسب المادي لأن سوق الأدب الشعبي معروض وفي أوج نشاطه ويتضح ذلك في إعلانات تلك القنوات عبر شريط التمرير في أسفل الشاشات. وعند التنقل بين تلك القنوات نجد أن الطابع السائد هو واحد في جميعها احتفالات ومناسبات ورقصات مكررة في كل قناة وقصائد مديح مستمرة، وهذا ما جعل من تلك القنوات انتشار وظهور متزايد وعلى أنني أريد عرض كل ما هو مفيد ونافع إلا أنني لم أر إلى الآن شيئاً يشفع لتلك القنوات. قبل ظهور تلك القنوات الفضائية الشعبية كنا ننابع أدبا شعبيا وموروثا شعبيا جميلين عبر الصحافة أو عبر قناة واحدة أو قناتين تلفزيونيتين لا توجد فيها بهرجة وهياط شعراء ورقصات هي أشبه بالألعاب البهلوانة، وهذا للأسف سائد في معظم القنوات الشعبية الآن. لا أدري عن مدى رضا أصحاب تلك القنوات أم هل هم في غاية انبساطهم من هذا الهياط وتلك الألعاب الراقصة على تصفيق وحضور الجمهور فكلنا نعرف أن الرقصات الشعبية لها طابعها ولها أصلها وطريقتها الحقيقية في موروثنا الشعبي الأصيل فعلى سبيل المثال في فقرات شعراء الرد نرى ما يقوم به أشخاص من قفز والعاب بهلوانية لم نعرف عنها في صفوف شعر الرد وغيرها من الألوان الشعبية الراقصة. أيضاً رأينا ما يقوم به المنشدون من تصنع في الأداء والأصوات واللحن وكل هذا ما لم نعرفه في مفهوم الإنشاد حيث أصبح عندهم غناء كامل مع أننا ندرك تماماً أن الإنشاد قديماً يعتمد على بساطة الأداء وتلقائية الصوت. يبقى أن ترتب تلك القنوات بآلية أكثر جمالاً وثقافة ورقيا حتى نصل من خلالها إلى أدب شعبي راقٍ يرقى بذائقة المشاهد. أخيراً : قريتك يالرذاذ اللي رسم بك للطفولة روح أهيجن والشعر صوتٍ نثرته والمدامع سيل  شربتك والضما يروي شفاه المرحلة والنوح ألم الليل وأتحرى متى صمت الكلام يميل

مشاركة :