ما بعد انقراض المجلات الشعبية - عبد العزيز الصعب

  • 1/28/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لا يبقى شيء على حاله ولا يدوم، وهناك زمن جميل مضى كنا فيه في سباق على اقتناء المجلات الشعبية لمتابعتها وقراءتها، في زمن كنا فيه في شوق لكل جماليات الأدب والشعر الشعبي. في تلك الفترة التي كانت بالرغم من جمالها تعاني سطوة أصحاب المجلات ومحسوبيهم إلا أنها كانت تعج بالصراع الشعري والسباق إلى النشر ولكن في ذات الوقت كان النشر فيها محدوداً ومحصوراً لفئة معينة. السيطرة على تلك المجلات آنذاك لم يكن قاصراً على أصحابها بل كان أيضاً على من كان يشرف على ملفاتها الشعبية إذ لم تكن شعبية بالمفهوم الحقيقي بل كانت شاملة للأدب والثقافة والفن والأزياء وفيها ملفات مخصصة للشعر هي التي تسيطر عليها تلك الفئة، التي ظل كثير من الشعراء يبحثون عن النشر فيها ولكن من دون جدوى. لم يكن موجوداً في تلك الفترة بديل آخر أو قنوات إعلامية شعرية أخرى كما هو موجود الآن يستطيع أن يتحرك فيها الشعراء، بكل كانت هي المسيطرة على الساحة الشعرية ولذلك تمت السيطرة التي لم تدم لتظهر لنا الآن قنوات حديثة كمواقع التواصل الاجتماعي وقبلها المنتديات الشعرية التي بدأت تفرض على تلك المجلات وأصحابها من محررين ومسؤولي تحرير أن ينقرضوا وهذا هو ما حل بهم غير أنني وجدتهم بدأوا يظهرون على استحياء عندما جاء الإعلام الحديث الذي يتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي الآن حيث قاموا بعمل المجلات الإلكترونية الشعبية والشاملة وعملوا على استحداث المسابقات الشعرية بمعنى أنهم في صراع من أجل البقاء ولكن يبقى هنا الأهم، وهو أنهم لن يستطيعوا السيطرة، فتلك المواقع أسهمت وبشكل كبير في أعطاء كل الشعراء مساحات كبيرة من الحرية في نشر انتاجهم من دون رفض أو اهمال. سطوة المجلات الماضية تلاشت تماماً بل انقرضت وبقى أصحاب تحريرها يتلمسون الظهور مجدداً، حالياً عبر قنوات الأعلام الحديثة سواء في مواقع التواصل، أو التوسل لمعدي ومذيعي القنوات التلفزيونية الشعبية. أخيراً: المدينة.. والشوارع.. وجهات.. تقتل خطاويهم.. هم يالبكا.. ماتت أمانيهم.. واستيقضوا يصغون.. صوت شاعرهم.. تركض بهم خيل فارسهم.. ترقص أغانيهم.. أماني..

مشاركة :