رغم محاولاتهما الخروج بتوافق ما، فإن الخلاف في ملف اللاجئين بين المستشارة ميركل ورئيس الوزراء المجري أوربان كان واضحا. فالمجر "لا تشعر بأي مسؤولية تجاه اللاجئين وهي ترفض استقبال من تنوي ألمانيا ردهم" حسب اتفاقية دبلن. رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان يرفض استقبال طالبي اللجوء الذين تنوي ألمانيا ردهم بموجب بنود اتفاقية دبلن للاجئين. هذا ما نقلته المستشارة أنغيلا ميركل عن المسؤول المجري الرفيع بعد لقائها به اليوم الخميس (الخامس من تموز/ يوليو 2018) في برلين. ليس هذا فحسب، بل مضى أوروبان إلى أبعد من ذلك حين قال إن بلاده "لا تشعر بأي مسؤولية عن النظر في طلبات اللاجئين". فهي ترى، حسب رئيس الحكومة المجرية، أن طالبي اللجوء هؤلاء "غير مسجلين أصلا وجاؤوا من دول أخرى خصوصا من اليونان". ورغم الخلاف بينهما، والذي ظهر جليا في المؤتمر الصحفي المشترك، فإن ميركل أكدت على أن هناك توافقا بين ألمانيا والمجر فيما يتعلق بحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ومكافحة أسباب النزوح. بيد أنها استدركت قائلة إن هناك أيضا "وجهات نظر مختلفة" خلال مباحثاتها مع أوربان. وأوضحت ميركل أن حكومتها ترى، خلافا لرئيس الوزراء المجري، أنه لا يمكن لأوروبا أن "تتجاهل" ما يعانيه اللاجئون وحاجتهم للمساعدة. وقالت وهي تقف إلى جانب أوربان، وفي لهجة غير مألوفة بالنسبة إليها: "يجب ألا ننسى أن الأمر يتعلق ببشر.. بشر جاؤوا إلينا وهذا يرتبط بالرسالة الأساسية لأوروبا.. الإنسانية". من جانبه قال أوربان إن بلاده تتحمل "عبئا هائلا" عن ألمانيا من خلال حماية حدودها الجنوبية مضيفا: "لذلك فليس من العدل أن نتهم كثيرا من قبل ألمانيا بضعف تضامننا معها". يشار إلى أن هذه هي الزيارة الأولى لأوربان لدى المستشارة الألمانية منذ أيار/ مايو 2014. ويعتبر أوربان منذ وقت طويل أشد معارض في الاتحاد الأوروبي لسياسة ميركل تجاه اللاجئين. كما أنها تأتي بعد أن توصلت ميركل إلى توافق مع وزير داخليتها هورست زيهوفر حول اللجوء. وفقا لقواعد اتفاقية دبلن للاجئين فإن الدولة التي سجل فيها اللاجئ نفسه أول مرة هي المسؤولة عن البت في ملف هذا اللاجئ مع وجود استثناءات. ومن هذه الاستثناءات أن يكون لهذا اللاجئ أقارب في بلد آخر غير الذي تقدم فيه بطلب لجوء. أ.ح/ع.خ (د ب أ، رويترز)
مشاركة :