يوم الاثنين الماضي كان يومًا مشهودًا في حركة التغييرات الوزارية؛ التي كثيرًا ما تدور حولها التخمينات وتُستعرض الأسماء؛ التي يمكن ترشيحها للوزارات. وعلى قول الدكتور غازي القصيبي رحمه الله: (الذي يعلم لا يتكلم، والذي لا يعلم يتكلم!). المحصلة تعيين ثمانية وزراء بحقائب وزارية تتفاوت ثقلًا وأهمية، وصداعًا ومسؤولية. وكلما ازداد احتكاك الوزارة بالمواطن، ازدادت أبواب الصداع، حتى يبدو أحيانًا كأنه مزمن لا فكاك منه. وعليه فنصيحتي المتواضعة هي شروع كل وزير في تفكيك كل الصواميل والمسامير المثبتة في الأبواب التي تقود إلى صداع مزمن. أعلم أن عملية تحديد الأبواب هي الأصعب، وأن ما بعدها أسهل لو وُجدت الرغبة والعزيمة والموارد الكافية. ولا أحسب أن أيًا من أصحاب المعالي الجدد سيكتفي باستكمال العمل كما هو المعتاد، كما يقول المثل الأمريكي. أعود إلى الصواميل والمسامير التي يصعب أحيانا اقتلاعها، فهي راسخة راكزة ثابتة، ويا جبل ما يهزّك ريح. هؤلاء هم المطلوب التحرُّك في اتجاههم أولًا لعمليات إصلاح شامل لا مناص منه. خوفي أن يستمر الحال كما هو الحال، وعندها يصبح الحال مجرد تصريف للأحوال والأعمال، لا جديد فيه ولا تجديد. القضية الأخرى هي مؤسسة العمل. صحيح أن لكل قادم جديد مذاق مختلف ورؤى مختلفة وأسلوب عمل مختلف، لكن لا بد من شيء من الثبات والاستمرارية. وكلما زاد هذا القدر تقدمت الوزارة وتحسن أداؤها وسعد الناس بالتعامل معها بغض النظر من غادر ومن قدم. القضية الأهم هي الخروج إلى الناس والاستماع إليهم، فهم في النهاية المعنيون بالخدمة التي يرأس جهازها الوزير. والناس ليسوا شهود ولي الأمر وحده، بل هم شهود السماء في الأرض، وسعدًا لمن كان الشهود في صفّه. وأخيرًا الشكر واجب لمن رحلوا وقدّموا وأصلحوا من الوزراء السابقين، ممَّن جعلوا من آخرتهم مطية لدنياهم، فأدّوا الأمانة على أحسن ما يمكن. وواجب التهنئة لمن شُرفّوا بهذا التكليف الكبير، وهم إن شاء الله له أهل. وإن المواطنين لحسن أدائهم لمتشوقين! salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :