من البصرة إلى المحافظات في ذي قار وبابل وميسان جنوبي العراق، اندلعت أولى تحركات المتظاهرين وبدأت الصدامات بينهم وبين قوات الأمن العراقية يوم الجمعة الماضي 13/7، وانتقل «العبادي» إلى البصرة لاحتواء الأزمة! واقتحم المتظاهرون «مطار النجف» ومقر «حزب الدعوة» في النجف، وأحرقوا عددًا من المكاتب التابعة لعدد من الأحزاب في مدينة العمارة، وخلّف ذلك إصابات بين رجال الأمن والمتظاهرين. } هذه التظاهرات ما هي إلا امتداد للاحتجاجات السابقة، والتي لم ينظر إليها عناصر «الحكومات الطائفية» المتعاقبة، فعمّ الاحتجاج طوائف الشعب وعلى رأسهم (الشيعة) في الفترة الأخيرة، بعد أن اكتشفوا أن الفساد والسرقات وهدر المال العام لا دين لها ولا مذهب وأنها لم تبق للمواطن العراقي بكل أطيافه وطوائفه شيئاً، (رغم الظلم الاستثنائي الفادح الذي وقع على «الُسنة» في العراق قتلاً وإبادة وتجويعاً وتهجيراً)! إلى أن وصل هذا المواطن في بلد الثروات، والذي كان يعُدّ من أقوى الدول العربية وأكثرها تطورا في كل المجالات، إلى أن لا يجد قوت يومه ولا الماء ولا الكهرباء! فيما شعارات «الأحزاب الدينية» وغيرها من الأحزاب المتحالفة مع سعادة «الطائفيين» في الحكومة قد انقشع عنها جميعاً بقايا الماكياج فظهر (الوجه الحقيقي القبيح) الذي يوضّح أن «الحكومات الطائفية» هذه كانت ولا تزال مهمتها الأساسية هي (إدارة السرقات والنهب وتقسيم الشعب طائفياً) وليس إدارة شؤون البلاد والتنمية وتوفير البنية التحتية، وإن بأدنى مستوى بحيث يستطيع فيها المواطن العيش بأقل مراتب الكرامة! } هذا العراق المنهوب والمسلوب والمكلوم والذي تمّ تدمير كل ما بناه العهد السابق قبل الاحتلال، تكالب عليه الفاسدون والحرامية والطائفيون والإرهابيون من قادة مليشيات «الحشد الشيعي» التابع للحرس الثوري الإيراني، ليجعلوا المواطن ككل يعاني التجويع بعد تشريد وتهجير السنة، وإبادة مدنهم وقراهم وبيوتهم و«التغيير الديموغرافي» الذي اتبعته «السطوة الإيرانية» في العراق على يد عملائها! فبات الدمار كليّاً، في المكان وفي الروح وفي العقل وفي المعدة، وسقطت «الشعارات الدينية» التي روّج لها الطائفيون ومعهم حلفاء الخيانة من (الإخوان السُنة)، فيما بات العراق والمواطن العراقي وجهه ضائع في السواد الأعظم، بعد أن تم تحويل حياته إلى مناسبات غير متناهية من اللطم والبكاء، ليتحوّل العراق كله على أيديهم إلى مأتم كبير! } في نظر المواطن المطحون وعبر تراكم الخبرة والاختبار سقطت كل الأحزاب والوجوه، وسقط «المالكي» و«العبادي» و«الصدر»، وغيرهم، فكلهم لا صنعة لهم ولا تجارة إلا الكلام! فيما هموم المواطن التي بلغت حتى العظم من جسده ومعيشته هي آخر ما يعمل هؤلاء على إيجاد الحلول لها، فمعظمهم مشغولون بالسرقة وبإدارة الفساد، ومستمرون في تخريب هوية الوطن والمواطنة، ولذلك كله وغيره من كوارث ومآسي العراق، لا بد من انتفاضة شعبية كبيرة تعم البلاد كلها وإن بدأت هذه المرة في البصرة! إنها ثورة الجياع.
مشاركة :