خمسة أيام انقضت ونحن نعيش في العرس العالمي، الذي قدمته لنا قطر بعد أن شاهد العالم أجمع هذا الخيال والروعة في حفل الافتتاح، الذي أبهر العالم في 55 دقيقة، بل تمنينا لو أن هذا الحفل الرياضي استمر لساعات وساعات ونحن نتابع ما يقدمه أبناء الدوحة بقيادة الأمير الشاب الشيخ تميم بن حمد. نعم لقد كرّست قطر كل إمكاناتها وطاقاتها وميزانيات ضخمة من أجل أن تثبت للعالم بأنها قادرة على تنظيم أي حدث مهما كان حجمه، فما حجم كأس العالم لكرة القدم بالنسبة لقطر إلا كاستضافة مجموعة من الضيوف يعيشون أروع اللحظات في هذا البلد الرائع بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ. فمن الصعب، بل من المستحيل أن أتمكن من وصف ما شاهدته في كأس العالم الرابعة والعشرين لكرة اليد، وما شاهدته من قبل خلال زياراتي الدوحة، في بضعة أسطر؛ لأنني كل مرة أتشرف بالحضور وزيارة قطر أرى «قطر غير». أعتقد وبصدق أن على العالم أن يعي ما يتناوله حول ملف قطر لمونديال 2022، وأن هذه الدولة الصغيرة بحجمها الجغرافي هي أكبر من أن نناقش مدى قدرتها على تنظيم كأس العالم، بل على تنظيم ما هو أكبر إن وجد، ومن باب الإنصاف لا بد هنا أن أشيد بتلك المنشآت التي تخرج علينا بها قطر بين فترة وأخرى، فما أروع قطر وأنت تعيش في ضيافتها وتنظيمها لأي حدث. ومن الطبيعي أن أشيد بتلك العناصر، التي تطوعت وكرست جلّ جهودها من أجل أن تكون قطر في المقدمة، ولا أنسى أن أشيد بما يقدمه لنا كإعلاميين سعوديين المهندس عبدالرحمن المقحم، وهو الذي انضم لقطر وأصبح أحد أبنائها، وهو لم ينسَ أن يقدم لنا العون والتسهيلات حتى قبل وصولنا للدوحة؛ فشكراً لك أبا يوسف على ما تفعله لأجلنا، وإن كنت بكل أمانة لو أردت أن أوجه الشكر فلن أقف لكل مَنْ يسهل لنا عملنا كوفود إعلامية. وفي ختام حديثي لا بد أن نتعلم شيئاً كثيراً من قطر، ونتعلم كيف نتعامل وبكل احترافية في أي عمل نقوم به؛ لكي تصبح رياضتنا الخليجية والعربية بخير، وهي فعلاً بخير طالما أن هناك مثل قطر، التي خرجت من المحلية والإقليمية للعالمية بفضل رجالات عملوا وأخلصوا لأجل الوطن، فهنيئاً لقطر بهم بقيادة أميرهم الشاب.
مشاركة :