Follow عند مطالعة التاريخ الرائع لوزير نفطنا المهندس علي بن إبراهيم النعيمي يصغر في عيني كل ما يعتقده البعض نجاحاً أو إبداعاً فأنموذج قصة النجاح الحقيقية كتبت مفرداتها هناك في حي الراكة بمدينة الظهران التي شهدت مولده في العام 1935 م وتناثرت أحرفها في أروقة شركة أرامكو التي استقبلته في الثانية عشرة من عمره مراسلٌ لا يقوى على شرب الماء في حضرة مهندسي الشركة هكذا قيل له وقت أن كانت البداوة عنوانه حتى انتهى به الأمر في وزارة النفط في العام 1995م ولا زال للقصة بقية لم تنتهي بعد فصاحب التسعة وسبعون عاماً لا زال متوقداً خلاقاً مبدعاً تحركه هموم أمته وتستفز إبداعاته خطوب تتوالى تُهزم دوماً أمام همته وإخلاصه وتفانيه وتضحياته . كلنا في هذا الوطن يعرف ذلك والأقربون يعرفون أكثر عن وزيرنا الشعبي لكنهم هناك في المؤتمرات الدولية لا يعرفون سوى أحداث تجمعهم به وتسجلها اللواقط الصوتية والكاميرات الضوئية تظهره متجهم الوجه عبوساً وقد ينطلقون منها لتصدير أحكامهم على وطن بأكمله وعلى مسؤولين ورعية ضعاف يأتمرون بأمرهم ويخضعون لسلطانهم ومن هؤلاء الصحفي الأستراليSteph Sedgwick الذي بالتأكيد لا يعرف عن النعيمي سوى ما حفل به ذلك الموقف من امتهان لكرامته ، شاهده كل العالم . الصحفي الأسترالي الجنسية وصاحب الأربع وستون عاماً له نصيب من النجاح حققه بعد تخرجه من جامعة سيدني في الاقتصاد بتقدير امتياز وعمله في الكثير من المناصب الحكومية قبل أن يصبح الصحفي المالي المميز لقناة CNBC الأمريكية أي أنه يملك إبداعاً خاصاً به . أعلم أنه مستفزاً لك يا معالي الوزير بأسئلته التي لا تنظر إلا لنصف الكأس الفارغ وبسعيه الحثيث لتوقع الأسوأ في سوق النفط العالمي الذي لا يحتمل مثل هذه التجاوزات من المراسلين والتكهنات من المتابعين حتى وصفته بمراسل الاضطراب ولكن في النهاية سيتجاهل الجميع كل استفزازاته وسينظرون لردة فعلك التي تعاليت فيها على كل البروتوكولات الأخلاقية العالمية حتى وإن صمتوا الآن لحاجتهم للنفط الذي يبتاعونه من دولتك . لو كان يعرفك كما نعرفك لالتمس لك آلف عذر ولاعتقد كما نعتقد أن همك أكبر من أي بروتوكولات فمثلك لا يتعالى وقد جرب أن يستهان بإنسانيته ومثلك لا يشتم وثقافته أساسها أسلامية حقيقية وبداوته وجاه له من أي غرور يفسد ظاهره وسريرته . لو كان يعرفك كما نعرفك يا معالي الوزير لوبخ نفسه كثيراً على دفعك لهذا التصرف بسعيه لإلباس السوق حلة سوداء وتوجيهه باتجاه يخدم مضاربي الأسهم وينال من سيادة وطن تُرخص دمك فداءً له . كان يقال لنا دوماً أننا سفراء لأوطاننا في كل مكان نتواجد فيه فحرصنا على ضبط ردات أفعالنا وسلوكياتنا حتى لا تُأتى أوطاننا من قبلنا فكيف وأنت الوزير الأشهر الذي ينتظر كل المراسلين كلماته . إن غفرت لك المحطة الإعلامية ذاك الموقف لمصالحها الخاصة فحتماً ستعود إليه وقت حاجتها وبعد انقضاء مصالحها ليأخذ هذا الوطن بجريرة فعلك كما عادت لتجاهلك لذات الصحفي في العام ٢٠٠٧ م على استحياء في معرض تعليقه لهذا الخبر . عذراً يا معالي الوزير فنحن نسيءُ لأنفسنا إن لم نكبح جماحها ونئدوا غرورها ونوقف عنادها مهما كانت استفزازات الآخرين لنا فأخلاقنا لا ترضى أن نسيء لهم مهما أوغلوا في الإساءة لنا .
مشاركة :