يعتبر الشيخ سلامة حجازي رائد الغناء المسرحي؛ حيث كرس معظم حياته لخدمة الفن المسرحي والتلحين والغناء.ولد سلامة حجازي في حي رأس التين بالإسكندرية بمنزل والده الريس إبراهيم حجازي، وكان ملاحا جاء منذ صباه إلى الإسكندرية من رشيد ليشتغل أجيرًا في مراكب البحر، ثم ما لبث أن أصبح مالكا لسفينتين شراعيتين.وتوفي والده وهو في سن الثالثة من عمره فتزوجت والدته من رجل كان موضع ثقة زوجها الأول، وأنجبت منه طفلين.. ثم اتضح أنه كان سكيرا فضيع كل ما خلفه الريس إبراهيم، ولجأت الزوجة إلى صديق زوجها الأول الشيخ سلامة الراس الذي أسكنها في منزل صغير من أملاكه وأرسل أطفالها الثلاثة إلى الكتاب. وفي كُتَاب سيدي عبد الرحمن بن هرمز بحي الميدان بالإسكندرية كان سلامة يقضي نصف النهار في حفظ القرآن، ويقضي النصف الآخر صبيا بدكان حلاق، وفي أوقات فراغه يشهد حلقات الذكر ثم ليقلد المنشدين فيها والمرتلين، فلاحظ منشد الذكر موهبة الصبي من رخامة الصوت فضمنه إلى بطانته، وكان سلامة حجازي في الحادية عشرة حينما بدأ يرتل القرآن الكريم، فترك دكان الحلاق ليتفرغ لعمله الجديد مقرئا في بيوت أهل الحي مقابل أجر صغير كان يعول به أمه. وعندما بلغ الخامسة عشر كان يؤذن للصلاة في مسجد الأباصيرين وأحيانا بمسجد ابي العباس المرسي بالإسكندرية، فقويت بذلك أوتار صوته، وكان الناس يجتمعون هناك ساعة آذانه للإنصات إليه.ومن ثم عينه الشيخ الراس قبيل وفاته خلفًا له، فأصبح سلامة حجازي بعده شيخا للطريقة الرأسية الصوفية، يدير حلقات الذكرن ويرأس المنشدين ويوذن، ويؤم الناس في صلاة الفجر.وتعرف الشيخ سلامة موسى آنذاك على أشهر منشدي الإسكندرية الشيخ أحمد اليازجي، والشيخ خليل محرم من كبار مقرئي القاهرة.وفي عام 1875 تحول من مقرئ منشد إلى مطرب على التخت، وعندما جاء الاحتلال البريطاني سنة 1882 واشتعلت الثورة العرابية، واشتعلت المعارك والحرائق في أحياء الإسكندرية، وعمد الأسطول الإنجليزي إلى ضرب المدينة 11 يوليو 1882 بقنابله رأى سلامة أن يبعد عائلته عن ميدان القتال فصحبهما إلى رشيد مسقط رأس والده وهناك عاونه أبناء عمومته على إيجاد عمل يعول به أسرته فعين مؤذنا بمسجد زغلول برشيد.. ثم ألف هناك تختا للغناء طاف به القرى المجاورة.وعاد للعمل بالإسكندرية مرة أخرى عام 1883 وكون له تختا جديدًا والتف حوله بعض الشعراء والزجالين يؤلف له الأغاني التي يقوم بتلحينها وإنشادها غير مقيد بقيود التخت التقليدية.. ومن قصائده التي اشتهرت خلال تلك الفترة "سمحت بارسال الدموع محاجري" و"سلوا حمرة الخدين عن مهجة الصب".وفي عام 1885 انضم سلامة حجازي إلى فرقة الحداد والقرداحي، استجابة لنصيحة زميله الفنان عبده الحامولي، وظهر الشيخ سلامة حجازي لأول مرة على مسرح دار الأوبرا القديمة ممثلا ومغنيا في رواية (مي وهوراس) واشترك بعد ذلك في روايات: عايدة، هارون الرشيد، الظلوم، وفي عام 1889 انضم الشيخ سلامة حجازي إلى شركة إسكندر فرح، واشترك تمثيلا وغناء في روايات هي الأفريقية، الطواف، تليماك، ملك المكامن.وفي عام 1905 انفصل الشيخ سلامة حجازي عن فرقة إسكندر فرح وكون فرقة مستقلة واستأجر لها "صالة سانتي" قرب حديقة الأزبكية، وافتتح حفلاته بمسرحية صلاح الدين الأيوبي وأعقبها بمسرحيات أخرى.وفي أكتوبر 1914 اشترك سلامة حجازي مع جورج ابيض في تأليف فرقة (أبيض وحجازي) ثم انفصل عنها 1916 وكون فرقة لنفسه قدمت على مسرح برنتانيا بعض الروايات من نوع الميلودراما منها رواية العذراء المفتونة.وقد انتقل إلى جوار ربه ليلة 4 أكتوبر 1917.
مشاركة :