سالم العبدالعزيز لـ «الراي»: اندماج «بيتك» و«الأهلي المتحد» بالت...

  • 7/22/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

بسبب أو من دون سبب، درجت العادة في الكويت عند الحديث عن أي صفقة كبيرة تكون الحكومة طرفاً فيها، أن تسود حالة من التشكيك بشبهات «تنفيع»، فما بالك إذا كانت الصفقة هذه المرة من «العيار الثقيل» على غرار دمج «بيت التمويل الكويتي (بيتك) ومجموعة الأهلي المتحد - البحرين.وعلى الرغم من إجماع العديد من أهم البيوت الاستشارية العالمية على الفوائد الهائلة لعملية الدمج على أكثر من صعيد، وعلى رأسها نشوء كيان مصرفي ضخم يعزّز مكانة وسمعة ومركز الكويت المالي الإقليمي والعالمي، إلا أن العديد من المشككين يصرّون على الترويج لـ «نظرية المؤامرة» من باب التشويش فقط دون أدنى معرفة بأبجديات عالم الاقتصاد والمال والأعمال.يجزم أهل الخبرة أن الصفقة المنتظرة ستحدث تحولاً جذرياً في البيئة الاقتصادية المحلية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لاسيما وأنها ستؤدي إلى خروج «عملاق» مصرفي يتوسّع في عملياته الائتمانية والاستثمارية نوعياً وجغرافيا، وهو ما سيعزز عوائد المساهمين، باعتبار أن الكيان الجديد يستطيع النفاذ إلى أسواق كبيرة، ويزيد تنافسية القطاع المصرفي بشقيه «التقليدي» و«الإسلامي».وتعليقاً على هذه العملية، قال نائب رئيس الوزراء، وزير المالية، محافظ بنك الكويت المركزي السابق، الشيخ سالم العبد العزيز، إن «اندماج (بيتك) و(الأهلي المتحد) بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح»، معرباً عن أمله بألا تأخذ وقتاً طويلاً قبل الدخول حيز التنفيذ.وأضاف العبدالعزيز في تصريحات خاصة لـ «الراي» أنه «بعيداً عن المصطلحات المالية والمصرفية المطلوبة لإقرار مثل هذه الصفقات، إذا تم الاندماج بين (بيتك) و(الأهلي المتحد) فإنها (الصفقة) ستتحق كفاءة مالية وربحية أكبر بكثير لكل مساهم في البنكين، كما سيستفيد الجميع في هذه الحالة».وأشار الشيخ سالم إلى أن العملية قد تكون باكورة لاندماجات إقليمية كبرى مستحقة من أجل مواجهة المنافسة عالية المستوى من قبل البنوك العالمية.وأكد «شيخ المحافظين» أن كياناً عملاقاً تتجاوز قيمة أصوله 90 مليار دولار سينشأ عن اندماج «بيتك» و«الأهلي المتحد»، لافتاً إلى أن هذه الخطوة متقدمة باعتبارها على مستوى إقليمي، موضحاً في الوقت نفسه أن هذه الخطوة ستؤدي إلى قيام مؤسسة محلية وخارجية ستكون مفيدة للغاية لجهة الانتشار الكبير الذي يمكن أن تحققه من منافسة خارجية قوية في ظل التطورات والتكتلات الاقتصادية العالمية، ما يجعلها خطوة موفقة تستحق التأييد.ولفت العبدالعزيز إلى أن الاندماجات أو الاستحواذات توجه عالمي قائم منذ 40 عاماً، سواء في البنوك أو بالقطاعات الاقتصادية الأخرى، وهي تأتي نظراً لأهمية هذا الإجراء لأكثر من سبب، أبرزها تعزيز الاقتصاد، ومواكبة المنافسة العالمية، علاوة على تحقيق التكامل، وضغط المصاريف، وزيادة الإيرادات، ونمو الحصة السوقية، وتحقيق الكفاءة المالية، ورفع القدرة التنافسية.وقال «منذ العام 1988 أشرتُ أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة إلى أهمية قيام مصارفنا الوطنية بالنظر بصورة جادة في موضوع الاندماج، وذلك كأحد الخيارات المناسبة لإقامة كيانات مصرفية ذات مراكز مالية قوية قادرة على المنافسة، وتتحمل مخاطر العمل المصرفي وتحديات المنافسة».وأفاد بأن الاندماجات من شأنها أن تحقق للمصارف الوطنية الدعم المطلوب لوجودها في أسواقها الوطنية لمواجهة منافسة البنوك الأجنبية وتعزيز قدراتها على التوسع إقليمياً ودولياً، وعلى البنوك أن تضع هذا التوجه على سلم أولوياتها، وفي إطار خططها الإستراتيجية.وذكر العبدالعزيز أن جميع الجهات الاستشارية سواء المحلية أو العالمية، التي قامت بالدراسة وقدمت الرأي الفني في شأن اندماج «بيتك» و«الأهلي المتحد» تمتلك رصيداً كبيراً من المصداقية والثقة، وجميعها أكدت أهمية هذه الخطوة، وآثارها الإيجابية على صعيد جميع المؤشرات المالية. أضخم 15 عملية اندماج واستحواذ في العالم شهد الاقتصاد العالمي العديد من صفقات الاندماج والاستحواذ التي غيّرت خريطة طريق كبرى الشركات على مستوى العالم، وأشعلت فتيل المنافسة بين جهات استثمارية متعددة الجنسيات، شملت مختلف القطاعات الاقتصادية، وأدت إلى بروز عمالقة جدد على الساحة العالمية. وقد أسهمت تلك الاندماجات في زيادة أرباح الكيانات الجديدة، وعززت حضورها وأنشطتها الاستثمارية في شتى المجالات. وشهد عام 2015 على وجه الخصوص مجموعة من عمليات الاندماج والاستحواذ بين أضخم الشركات في العالم، كان أكبرها في قطاع المرطبات بنحو 104 مليارات دولار. وفي ما يلي نستعرض أبرز أكبر 15 عملية اندماج واستحواذ في التاريخ: 1 - استحواذ «فودافون» على «مانزمان» تعد هذه الصفقة الأكبر في تاريخ عمليات الاندماج والاستحواذ، ففي فبراير 2000، اشترت شركة «فودافون أير توتش» البريطانية (المعروفة حالياً بمجموعة «فودافون») شركة «مانزمان» الألمانية. وكانت الصفقة البالغة قيمتها 180 مليار دولار مثار قلق بين الألمانيين الذين عارضوها بشدة، حيث كانوا يعتقدون أن إبرام مثل هذه الصفقة سيؤدي إلى نهاية الشركات الألمانية، ولكنها على العكس من ذلك، أسهمت صفقة استحواذ «فودافون» في إنشاء أكبر مشغل للهواتف المحمولة في العالم، وضبط اتجاه عمليات الاندماج في المستقبل. 2 - «إيه أو إل» على «تايم وارنر» شهد عام 2015، الذكرى السنوية الـ 15 لاندماج شركة «إيه أو إل» مع «تايم وارنر» التي تعد ثاني أكبر صفقة في التاريخ، حيث بلغت قيمتها 164 مليار دولار. 3 - «فيرايزون» على وحدة اتصالات لاسلكية سعت شركة «فيرايزون» منذ ما يقرب من عقد لشراء حصة «فودافون» البالغة نسبتها 45 في المئة في وحدة «فيرايزون وايرليس»، وتكللت هذه المحاولات بالنجاح في سبتمبر 2013، حيث وافقت شركة الاتصالات الأميركية على دفع 130 مليار دولار من أجل الاستحواذ على وحدة الاتصالات اللاسلكية، التي كانت تدر أرباحاً بنحو 21.8 مليار دولار سنوياً. 4 - «فايزر» على «وارنر لامبرت» صنعت شركة الصناعات الدوائية العملاقة (فايزر) لنفسها مجداً عام 2000، عندما أبرمت اتفاقاً للاستحواذ على شركة «وارنر لامبرت كو» مقابل 90 مليار دولار. وسبقت عملية الاستحواذ ثلاثة أشهر من المفاوضات الماراثونية ومنافسة شرسة بين «فايزر» ونظيرتها «أميركان هوم بروداكتس» للظفر بصفقة «وارنر لامبرت». 5 - «أيه تي آند تي» على «بيل ساوث» في مارس 2006، أعلنت شركة «أيه تي آند تي» عن خططها للاستحواذ على «بيل ساوث» في صفقة كان من المقرر أن تمنح الشركة المزيد من الهيمنة على سوق الاتصالات اللاسلكية. وتم إبرام الصفقة التي بلغت قيمتها 86 مليار دولار في ديسمبر من العام نفسه. 6 - «إكسون كورب» على «موبيل كورب» في عام 1999، ورغم تراجع أسعار النفط، أعلنت شركة «إكسون كورب» عن اندماجها مع شركة «موبيل كورب» في صفقة بلغت قيمتها 81 مليار دولار، نتج عنها إنشاء شركة عظمى في مجال الطاقة، ألا وهي «إكسون موبيل». 7 - «غلاسكو ويلكوم» و«سميث كلاين» في سبتمبر عام 2000، فاجأت شركة «غلاسكو ويلكوم» للصناعات الدوائية المستثمرين باندماجها مع نظيرتها «سميث كلاين» في صفقة بقيمة 75.7 مليار دولار. وكانت الشركتان تخططان للاندماج في عام 1998، لكن المحادثات فشلت في ذلك الوقت، ومع ذلك، أبرمت صفقة عام 2000 دون عوائق لتأسيس أكبر شركة أدوية في العالم (غلاسكو سميث كلاين). 8 - «رويال داتش» و«شل ترانزسبورت» كانت «رويال داتش» تعمل بشكل وثيق ولعقود عدة مع «شل» إلى حين الإعلان عن نيتهما للاندماج عام 2005، إلا أن الصفقة البالغة قيمتها 74.5 مليار دولار واجهت معارضة من المسهمين الذين شعروا بالقلق تجاه الكيفية التي ستدار بها الشركة الجديدة، لكن في نهاية المطاف وصلت الجهات المعنية إلى اتفاق نهائي لتأسيس شركة «رويال داتش شل» التي تعد حالياً ثاني أكبر شركة مساهمة عامة نفطية. 9 - «كومكاست» و«أيه تي آند تي برودباند» في عام 2001، وقّعت «كومكاست» اتفاق اندماج مع شركة «أيه تي آند تي» بقيمة 72 مليار دولار، حيث جعلت هذه الصفقة «كومكاس» أكبر شركة للكابلات في الولايات المتحدة من خلال توسيع نطاق قاعدة المشتركين. 10 - «سيتي كورب» و«ترافيلرز غروب» في أبريل من العام 1998، أعلنت شركتا «سيتي كورب» و«ترافيلرز غروب» عن خططهما لاستكمال عملية اندماج بقيمة 70 مليار دولار، ما نتج عنها تأسيس كيان مصرفي برأسمال 140 مليار دولار، وهو «سيتي غروب آي إن سي». 11 - «فايزر» على «ويث» في يناير 2009، أعلنت شركة «فايزر» عن استحواذها على منافستها الأميركية «ويث» مقابل 68 مليار دولار، وذلك في خطوة ترمي إلى تنويع قاعدة إيراداتها. وساعدت هذه الصفقة «فايزر» على مواجهة عجز كبير في الإيرادات. 12 - ولادة «فيرايزون» في يونيو 2000 اقترحت شركة «إف سي سي بيل أتلانتيك كورب» شراء شركة «جي تي أي كورب» مقابل 64.7 مليار دولار، وبعد إبرام الصفقة، غيرت «بيل أتلانتيك» اسمها ليصبح «فيرايزون». 13 - «إس بي سي» على «أميريتيك» عام 1998 استحوذت شركة «إس بي سي» للاتصالات على «أميريتيك» في صفقة بلغت قيمتها 62 مليار دولار، وسمحت الصفقة لـ «أس بي سي» بالسيطرة على ما يقرب من 60 مليون خط هاتف في كل أنحاء الولايات المتحدة. 14 - «فايزر» على «فارماسيا» عام 2002، أعلنت شركة «فايزر» للصناعات الدوائية عن استحواذها على شركة «فارماسيا» مقابل 60 مليار دولار. وأسهمت الصفقة في تعزيز موقع «فايزر» الراسخ بالفعل كأكبر منتج للأدوية في الولايات المتحدة. 15 - «جيه بي مورغان تشيس» على «بنك وان» عام 2004، استحوذت شركة «جيه بي مورغان تشيس» المصرفية على «بنك وان» في صفقة بلغت قيمتها 58 مليار دولار، ليصبح «جيه بي مورغان» ثاني أكبر بنك في الولايات المتحدة بـ 2300 فرع في 17 ولاية مختلفة.

مشاركة :