مروة سعيد تكتب: درس في التاريخ

  • 7/23/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يرفع الطفل إصبعه ليجيب عن سؤال مدرسه، يختاره المدرس للإجابة فهو يعلم أن أحمد هو أشطر طالب لديه، يقوم الطفل مجيبا: "استمرار الاحتلال البريطانى - هزيمة الجيش المصرى فى حرب فلسطين - فساد النظام الملكى - عدم وجود حياة ديمقراطية - تدهور الاحوال الاقتصادية والاجتماعية"، يبتسم المدرس لطالبه الذي لم يخطئ مطلقا، يقول مفتخرا بطالبه أمام مفتش الوزارة "برافو يا أحمد، هي دي أسباب قيام ثورة 52" يبتسم المفتش ويشكر المدرس على مجهوده مع الطلاب ويخرج من الفصل فيثني المدرس على أحمد الذي يفخر بنفسه وسط أقرانه.أثناء الرجوع إلى المنزل يتحدث أحمد مع صديقه خالد، يسأله خالد عن كيفية حفظه لكل ما في الكتاب المدرسي، يخبره أحمد أن عليه أن يحب المادة التي يذاكرها، يتفاعل معها ولا يعتبرها عبئا عليه، كما عليه أن يحاول تخيل ما يذاكره، يعطيه مثالا بالسؤال الذي أجاب عنه اليوم، أتخيل ملكا فاسدا يدفع جنوده إلى الخسارة في الحرب، أتخيل بطالة وركودا، أتخيل جنودا إنجليز شاعوا في بلدنا فسادا، يقول خالد متسائلا "كيف استطعت أن تتخيل كل ذلك وأنت لم تعش هذا العصر."في اليوم التالي، انتظر خالد الفسحة بفارغ الصبر ليتحدث مع صديقه أحمد في موضوع اليوم السابق، قال له أنه أخبر والده بما قال له أحمد فرد عليه الوالد قائلا إن الملك فاروق لم يكن فاسدا لهذه الدرجة، فالاقتصاد المصري قبل الثورة كان قويا فالجنيه المصري كان مساويا للجنيه الذهب، كما أن بورصة القطن الموجودة في مصر كانت الأكبر والأشهر عالميا، والأجانب كان يتحدثون عن مصر بأنها الدولة المنتجة للعالم المستهلك. سكت أحمد ولم يرد، كان السؤال الأهم داخله "لماذا لم يذكر كتاب المدرسة ذلك؟"في عام 2010 تخرج أحمد من الجامعة، استمر في رحلة طويلة للبحث عن الوظيفة، انتهت رحلته بالفشل والإخفاق، انضم إلى الشباب في 2011 ليثوروا ضد الفساد، رأي أحمد صديقه خالد في المظاهرات، ابتسما لبعضهما البعض وتاها في زحام الميدان.لم يشعر أحمد بأي تغير للأفضل، هناك فئة أمسكت بزمام البلد وتغير هويتها التي اعتاد عليها، مضى استمارة تمرد هو وأقاربه، وفي 2013 خرج رافضا الإخوان الذين لم يقدموا شيئا للبلد. في هذه المظاهرات قابل خالد صديقه القديم مرة أخرى، هذه المرة اقترب نحوه وقال "لم نعد نتقابل سوى في المظاهرات"، ابتسم خالد ورد "لم نستفد أبدا من الدروس التاريخية.. كل مرة نخطئ نفس الأخطاء"، يسأله أحمد عن سبب هذه الأخطاء فيرد خالد "لا أعرف لما نصر على اختراع عجلة بشكل جديد، يكفي أن نصنع عجلة مشابهة للموجودة"، لم يفهم أحمد رغم درجاته العالية دائما أثناء الدراسة، سأل خالد عن توضيح لكن القدر لم يعط لخالد فرصة الرد، فقد فاجأته رصاصة بادر بها أحد مرتزقة الإخوان، بكى أحمد، ودع صديقه ووعده أن يحاول الفهم والتخيل من جديد .

مشاركة :