هل يعود إليها عهدها الجميل؟ - عابد خزندار

  • 1/7/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

وأعني مدينة الطائف التي كانت قديماً العاصمة الثانية للمملكة، وكانت الدوائر الحكومية تنتقل إليها صيفاً من مكة المكرمة، كما كانت مقراً للجيش السعودي، وكانت تشتهر بواحاتها اليانعة والتي لا تغادرها الخضرة والرواء، ولا سيما وادي ليّة الذي كان يشتهر برمانه، والذي قال فيه فؤاد الخطيب ولقد حدثني رمانها *** أنه كان نهوداً في الصدور وحكى البان عن أغصانه *** أنه كان قدودا وخصور وقال شاعرنا الكبير أحمد إبراهيم الغزاوي في بدوية من سكانها بأبي من رأيتها فاسترابت *** نظرتي نحوها وقالت علامك قلت صبّ أصيب بالعين قالت *** روّع الله من على الحبّ لامك أنا من ليّة بدارة عوف *** حيث فرط العفاف يذكي غرامك والغزاوي كان شاعراً متمكناً من ناصية القوافي، وهو في هذه الأبيات يلتزم ما لا يلزم، وهو تلازم حرفين في آخر كل بيت، ولكنّ الطائف تدهورت بعد انتقال العاصمة إلى الرياض وانتقال الجيش إلى تبوك، فضلاً عن شحّ المياه ونضوبها، ومخاطر الطريق إليها وخاصة طريق الكر، وهو طريق كان في معظم تاريخه مغلقاً إما للتوسعة أو للإصلاحات، وما زال محفوفاً بالمخاطر، ولكن في الأعوام الأخيرة وصلت مياه التحلية إليها، كما جرى إحياء سوق عكاظ، ويترقب الأهالي الآن بدء تنفيذ مشروع مدينة الطائف الجديدة (واحة التقنية) والذي يعتبر أول مشروع من نوعه على مستوى المملكة، لأنه عبارة عن مدينة متكاملة الخدمات ستسهم في توفير السكن والخدمات والتقنية، على أن الطائف لن تزدهر حقاً إلاّ إذا نفذ مشروع النفق تحت الكر، وحينئذ يمكن الوصول منها إلى مكة المكرمة في حوالي أربعين دقيقة، وستصبح رديفاً لجدة في استقبال الحجيج، بل إنّ الوصول منها إلى مكة المكرمة سيكون أسهل وأسرع من الوصول إليها من جدة، وتحقيق ذلك ليس من المستحيلات.

مشاركة :