منذ تم افتتاح متجر الشكولاتة الصغير بجوار تلك المدرسة وعيون الأطفال تتأمله كل صباح ذهاباً وإياباً, فالفرح يتهيأ بأبسط الأدوات, والنفوس البريئة اليانعة لاتحتاج إلى برهنة لكي تفرح, إن وجدان الإنسان خليط من عدة أشياء لا تخلو من فرح وحزن ودواع أخرى من الرعب والخوف, ولكن بمقدورنا جذب السعادة إذا تلاشى شيئاً فشيئاً الخوف الكامن مقابل قطعة شكولاتة تحسّ مزاج ذلك الطفل الشاكي الباكي من صخب النبرات العالية في فناء المدرسة, وعدم قدرة مدارسنا على استيعاب الثورة المعلوماتية في مجتمع القرن الواحد والعشرين وتغييرالمستوى الفكري للطالب. لذا يمكننا القول إن السعادة في متناول الجميع تتلألأ كالنجوم في سماء الحياة , واعتقد أن مانحتاج إليه هو أن ننتمي لبعضنا ونكمل النقص في الجوانب الأخرى , إنها خطوات جيدة بما يكفي ولن تستغرق وقتاً طويلاً لتنفيذها . ولنتأمل فيما يدور في الشارع العربي من كمية المعلومات الهائلة المباشرة وغير المباشرة, فماذا لوقدمنا تعليما بالترفية في الصفوف الأولية كتجربة عطفاً على ما تنتجه التقنية الحديثة وإدراك الطفل الفطن .فالحياة مسرح كبير وأدوار متشابهة فمن الضروري مجاراة مايحدث في العالم وتطبيقه,ولو قام فريق من المتطوعين من المعلمين والمعلمات بتمثيل قفزة فليكس مثلاً ودس المعلومة التي تفسر القوانين الفيزيائية من خلال القفزة بشكل مسرحي كوميدي يجذب انتباه الصغار علما أن أطفال اليوم أذكياء جداً وسيحدث هذا النشاط أصداء واسعة وهذا جزء يسير من عدة أمثلة وعمل مسرحي لبعض الشخصيات العالمية كمخترع الورق والطباعة وعالم الرياضيات أقليديس وآينشتاين وكثير غيرهم, أجدى كثيرا من البحث عن العقاب فالقدرات العقلية اليوم أكبر من الملاعب الصابونية والنشاطات البدائية السابقة التي لا تتناسب مع عقول الأطفال اليوم . لقد انتهى جيل وأتى جيل آخر لم يعد ذلك الترفيه يجذبه , وتكرار القديم ماهو إلا تجميد للنشاطات الذهنية المتنوعة والأدوار المتغيرة التي تتلاءم مع العصر . فالإصلاح المدرسي يبدأ من التربويين والعاملين في قطاع التعليم وينتهي بالطلاب لأن الوقت داهمنا ونحن لا زلنا نرسم خططا بديلة , وثمة أمران لا يندمجان أبداً , النقص والكمال والقديم والحديث . إذن , علينا أن نؤدي دورنا كاملاً دون تقسيم أو تأويل , فمتاجر الأماني لازالت تزين الساحات المحيطة بها لكي تستقطب أكبر عدد ممكن . ويستدعيني السؤال هنا حول حقيقة الأعمال المبتورة في كل مكان وكيف نجمع بين الأضداد ؟ بين البذل والفشل , وبين العطاء والنتائج السيئة . ولاشك أن المتغيرات المتلاحقة خصوصاً التقنية منها والاعلامية لم يكن الصغار بمنأى عن تأثيراتها المباشرة , بل البعض منها استهدف الطفل من خلال برامج الألعاب الاليكترونية وخلق سوقا كبيرا وضخما لها ولاحظ الكل مدى تأثيرها على جوانب سلوكية وتربوية. وما يتحتم علينا مراعاته في هذه البيئة التقنية الصاخبة هو تطوير منظومة التعليم بحلول غير تقليدية فمهارات التفكير التي يمتلكها الطالب اليوم تجاوزت الخطط الراهنة ومرحلة التلقين. فنحن هنا نبني إنساناً للغد وهذا من أصعب أنواع البناء على الإطلاق وبناء الفرد من بناء المجتمع والوطن بالدرجة الأولى.
مشاركة :