تعرضت سفينة تجارية مملوكة لإسرائيل لهجوم في بحر العرب، وصدر بيان في وقت سابق عن عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة، والتحقيق جار في الحادث الذي وصفته بأنه حدث في وقت متأخر من الليل شمال شرق جزيرة مصيرة العمانية، فهل عاد الزمن المضطرب من جديد؟ وهل هذا الهجوم ينذر ببداية حرب؟ وأين سيكون مسرح هذه الحرب؟ وهل تسمح أمريكا أن تشتعل الردود العسكرية بين إسرائيل وإيران ويكمل السلام مسيرة الترنح فدعاة الحرب ومؤيدوها أشعلوا الفتيل؟. بينما نفت وزارة الخارجية الإيرانية وجود علاقة لطهران بالهجوم الذي استهدف السفينة الإسرائيلية في بحر العرب مؤخراً، وإن «الاتهامات الموجهة لطهران بشأن استهداف السفينة الإسرائيلية لا أساس لها»، فمنذ القرن الثالث عشر شكلت المسطحات المائية في العالم الميدان الرئيسي للتنقل لمزاولة التجارة والحروب العسكرية ومآرب أخرى كالصيد والاكتشافات والرحلات البحرية فالمحطات التاريخية زاخرة بالأحداث والمعارك وتضم مئات الوثائق الباقية حتى الآن. وتتنوع الظروف والأحوال حسب أزمنتها وعصورها ويستمر هذا النهج في الأحداث، وتتسع دائرة المواجهة حسب اتساع مساحة الأحداث وعدد الأطراف فيها، فبريطانيا ورومانيا تستدعيان سفيري إيران لديهما على خلفية هجوم الناقلة الإسرائيلية لأن مواطنيهما قُتلوا على السفينة، وأدانت وزارة الخارجية الرومانية بشدة الهجوم على السفينة المملوكة لإسرائيل، ودعت المسؤولين الإيرانيين إلى «تفسير فوري» للهجوم. وقد استشهدت رومانيا، مثل إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة، بأدلة على أن إيران خططت لهجوم متعمد على ناقلة ميرسر ستريت بواسطة طائرة بدون طيار، في هذ الحالة لا تستطيع إيران الرد بعد الإدانة الجماعية وستكون بمواجهة دول كثيرة وليست دولة واحدة، فإذا وجهت إسرائيل ضربة عسكرية، هل يدخل حزب الله وحماس بأمر من إيران حرباً مع إسرائيل وتتسع دائرة المواجهة؟ قد يكون هدف طهران توجيه رسالة للعالم أن بمقدورها تعطيل تجارة العالم بحرياً من البحر الأحمر والخليج العربي، ولكنها أخفقت في تقدير الأمور كعادتها، وانطبق عليها المثل القائل «على نفسها جنت براقش». ومنذ وقت طويل والعلاقة بين البلدين تنطوي على توترات وانفجارات غامضة وحرب سرية يقال عنها في إيران فعل تخريبي، ولم تتجرأ على توجيه اتهام صريح ضد إسرائيل، ويشمل ذلك أيضاً ما وصفته الخارجية الإسرائيلية، بأن رئيسي الأشد تطرفًا بين رؤساء إيران حتى الآن، محذرًا من أن يكثف القائد الإيراني الجديد أنشطة بلاده النووية فالتهديدات تزداد يوماً بعد يوم ونتساءل ما هو منطق استثمار جزء لا يستهان به من الأموال والأجور في صناعة تقنيات إبادة تزداد تطوراً. وإن أمعنا النظر سنجد أن الأحداث المتواترة صراعات تخلف ملايين القتلى، فمن أجل إعطاء مرحلتنا هذه شعاراً، «عندما تنادي إسرائيل تجد آذاناً صاغية من الدول العظمى»، وحصيلة ذلك معروفة لهذه القوى المستغرقة في التفكير فالبيت الأبيض أعطى لإسرائيل حرية اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة بشأن إيران، علماً أن إيران ترسل عن طريق أذنابها من الحوثيين المسيرات والصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية في تحدٍ واضح وصريح للقرار الأممي رقم (2216)، والقرار رقم (2231) بهدف تهديد أمن السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان الذي يعد مخالفاً للقانون الدولي والإنساني حتى لم يتم إحصاء الأضرار بالدقة وتفريغ العدوانية بهذا الشكل الهجومي والعملية الحربية والاستنزاف العام والخسائر البشرية والمادية.
مشاركة :