فيما يستمر اعتصام أهالي العسكريين المختطفين لدى تنظيمي جبهة النصرة و"داعش"، لحث الحكومة اللبنانية على تسريع عملية إطلاق سراحهم، أكدت مصادر مطلعة وجود حوار بين الحكومة والخاطفين، عبر وسيط جديد هو الشيخ وسام المصري، الذي زار أكثر من مرة جرود عرسال حيث يحتفظ المتشددون برهائن الجيش، كما تردد كثيراً على ساحة رياض الصلح. وأضافت المصادر أن المصري هدف إلى طمأنة أهالي العسكريين، مشيرة إلى أن ما يقوم به هو جهود شخصية، لم تكلفه بها الدولة اللبنانية. ووصفت المصادر الشيخ المصري بأنه "شخصية إسلامية معتدلة من طرابلس، تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف السياسية. وأضافت المصادر أن "داعش" تحاورت مع المصري وهو معصوب العينين، قبل أن تسمح له بلقاء 9 عسكريين، قال إنهم يتمتعون بصحة جيدة. وعن انتقال جهود الوساطة من شخصيات سياسية إلى أخرى دينية، يقول عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ سميح عز الدين في تصريح لـ"الوطن": "هذه ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها هيئة العلماء المسلمين، أو شخصيات دينية لحل مشكلة داخلية لبنانية. لكن برز دور الهيئة في مشكلة عرسال بسبب غياب كل المبادرات السياسية الأخرى. إلا أن هناك بعض الأسئلة التي تطرح نفسها بقوة حول إيجابية تدخل الشخصيات الدينية في قضايا سياسية، وما إذا كان ذلك يعني إتاحة فرصة أكبر لهذه الشخصيات مستقبلاً في السياسة اللبنانية، لكن إجمالاً يمكن القول إن العمل السياسي لم يعد اختيارياً بل بات أمرا إلزاميا، لاستيعاب جميع الأطياف في الشارع، خصوصا أن استبعاد الوجوه الدينية عن العمل السياسي قد يكون له دور في زيادة التطرف". في ذات السياق، سجل وفد من أهالي العسكريين زيارة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث شدد بري على التعامل مع هذا الملف الوطني بدقة شديدة، وعدم تسريب كافة الأخبار لوسائل الإعلام، مشيراً إلى أن الحكومة تبذل أقصى جهودها للانتهاء من هذه القضية، لضمان تحقيق الغاية التي يرجوها الجميع، وهي سلامة وإطلاق سراح العسكريين المخطوفين". وأكد موافقة الحكومة من حيث المبدأ على مبدأ المقايضة. وقال مخاطباً أهالي العسكريين "تأكدوا أن كل لبناني، بغض النظر عن الطائفة أو الفئة التي ينتمي لها، يعيش هذه القضية ويعتبرها قضيته، لا بل إن كل لبناني يعتبر أن جزءاً منه مأسور ومخطوف مع أبنائكم وإخوانكم العسكريين". وأشار إلى أنه ينسق مع كافة الجهات، وتابع بالقول: "حسب المعلومات التي وردتني فإن الأمور تسير نحو الأفضل". من جهة أخرى، شدد الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان على أهمية الحوار بين جميع المكونات اللبنانية، شرط أن يستند إلى المصارحة والحقائق، لتكون النتيجة أفضل بما يخدم المصلحة الوطنية، مؤكداً أن الحوار يسهل ممارسة الديمقراطية والحقيقة بدورها تقوي منطق الحوار. وقال سليمان في تصريحات صحفية أمس: "مصلحة لبنان هي في التلاقي أقله على النقاط غير الخلافية، وهي كثيرة لأن المرحلة تتطلب بذل كل الجهود لمواجهة الأخطار وهي أيضًا كثيرة وخاصةً الخطر الدائم وهو العدو الإسرائيلي".
مشاركة :