الهلال يتشظى وإعلامه مشكلة أزلية

  • 12/22/2014
  • 00:00
  • 35
  • 0
  • 0
news-picture

بات من الواضح جدا أن نادي الهلال دخل في ورطة الخلافات والانقسامات التي عادة يعرف القائمون على أنديتنا متى بدأت، لكنهم لا يعرفون أبدا متى وكيف تنتهي، ومهما حاول الهلاليون كتمان هذه الخلافات، ومهما حاولوا وضعها خلف جدار سميك من السرية، فإنهم لن ينجحوا في زمن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تحصي أنفاس الناس وتكشف ما يدور ويجري خلف الأبواب المغلقة. وفي ظل وسائل الإعلام الجديد، صار كل ما يجري في الأندية متداولا وفي متناول الجمهور الرياضي ساعة حدوثه، وأصبح المشجع الذي يقيم في قرية نائية من المملكة على اطلاع دائم بالأحداث التي تجري داخل أروقة نادي الهلال ساعة وقوعها ويستطيع أن يتابع تفاصيلها الدقيقة أولا بأول، وبالتالي لم يعد مجديا الإنكار، ولم يعد مفيدا محاولة تغييب الجمهور عن حقيقة ما يجري في ناديه، أو الكذب عليه بالقول له أن كل ما ينشر هو محض أكاذيب وافتراءات وتلفيقات. الأمير وسامي ولا أدري لماذا خرج الأمير بندر بن محمد رئيس أعضاء شرف الهلال عبر برنامج «أكشن يا دوري» نافيا كل ما يتداوله الجمهور من معلومات عن الخلافات التي بدأت تهز أركان نادي الهلال، وفي الوقت ذاته، ودون أن يدري، أكد وجود هذه الخلافات والانقسامات عندما تحدث مشككا بنوايا ومقاصد وأهداف بعض الهلاليين الذين يكتبون في تويتر، وهو القول الذي فسره كثيرون بأنه يغمز من قناة سامي الجابر الذي كان نشر أول من أمس على حسابه في تويتر جملة من التغريدات تناولت الوضع الهلالي الراهن. وأعود من حيث بدأت، لأقول إنه سواء أنكر بعض الهلاليين أم لم ينكروا، فمن الواضح جدا أن الخلافات التي كانت في الأشهر الماضية كالنار تحت الرماد بدأت الآن تتقد بعد أن كثر النافخون فيها، وما ينبغي على الهلاليين أن يفهموه جيدا أن ناديهم كغيره من الأندية معرض لمثل هذه الخلافات والانقسامات والمشاكل، وإذا كانت انتصارات الهلال في الماضي كفيلة بحلها ومعالجتها في بدايتها أو تجاوزها، فإن الإخفاق في المعترك الآسيوي، والفشل في الوصول إلى مونديال الأندية، وما يواجهه الفريق الكروي في الدوري المحلي، وما سبق كل هذا عندما أقيل سامي الجابر من تدريب الفريق الأول، كلها عوامل كافية لحدوث زلزال داخل النادي، والأهم الآن ليس إنكار ما يجري ويحدث في النادي، بل الأهم هو كيف يمكن معالجة الوضع بأقل قدر من الخسائر، ومحاولة حصر الحريق في أضيق حدود ممكنة. وداوها بالتي كانت هي الداء وأعتقد أن أفضل وأنجع حل لمشاكل الهلال هو على طريقة «وداوها بالتي كانت هي الداء»، وهو الفريق الأول لكرة القدم بسرعة ترميمه ومعالجة مشاكله ونقاط ضعفه ليعود لتحقيق الانتصارات، فوقف نزيف النقاط واستعادة الفريق لهيبته وانتصاراته كفيلان بحل غالبية المشاكل، وإسكات أصوات كثيرة، وإغلاق ملفات معقدة، ووضع بعض الخلافات في ثلاجة الزمن لتموت بهدوء، ببساطة إذا كانت خسائر الفريق هي سبب معظم وليس كل المشاكل، فإن الانتصارات ولا شيء غير الانتصارات هو الحل! إعلام هلالي سلبي وتبقى مشكلة الهلال الأزلية في إعلامه الذي أصبح في الموسم الماضي وهذا الموسم منشغلا أكثر من أي وقت مضى بالغريم والمنافس التقليدي النصر، فصار لا هم ولا شغل لبعض الإعلاميين المحسوبين على نادي الهلال، خصوصا ممن يظهرون بشكل مستمر في البرامج الرياضية، سوى نادي النصر، ولا يدري هؤلاء أن لدى النصر حصانة ضد هذه التحرشات اكتسبها من زمن طويل، وهو لم يعد يتأثر بها، بل ثبت أنها تفيده بزيادة التصاق جماهيره به، والتفافهم من حوله، ومحبتهم له. وفي ذات الوقت، فإنها ترتد سلبا على نادي الهلال وتؤذيه كثيرا.

مشاركة :