بيروت ـ القبس | تتّجه أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية إلى تعقيد إضافي، بعد تصريحات أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، التي ضرب فيها عرض الحائط بسياسة النأي بالنفس عن المحاور الإقليمية، ملوّحاً برفع سقف مطالبه، في حال الرهان على متغيّرات إقليمية، ستؤثر في تشكيل الحكومة، داعياً بصورة غير مباشرة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة إلى ألا يلزم نفسه بمواقف قد يتراجع عنها، قائلاً «لينتظروا قليلاً وليراقبوا سوريا وتركيا إلى أين؛ لأن لبنان ليس جزيرة معزولة». وذلك بعد تأكيد الحريري أن لا حكومة إذا رُبطت بالتطبيع مع النظام السوري. وأمس، رد وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي على نصر الله، مؤكداً أن «التطبيع مع دمشق هو حلم إبليس في الجنة»، في حين جدّد تيار المستقبل أهمية تطبيق النأي بالنفس. وبعودة لبنان إلى مربع الأزمات يتوقع أن تطرح تساؤلات حول علاقاته بدول الخليج التي تصر على ضرورة التزام سياسة النأي بالنفس لتجنّب المقاطعة والعقوبات. وفي هذا السياق، لفت مراقبون إلى تغريدة وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أمس، وجاء فيها «أن خطاب نصر الله بكل ما يحمله من تطاول على السعودية مثال جديد لفشل سياسة النأي بالنفس التي يرددها لبنان الرسمي، ولا نرى الالتزام بها»، معرباً عن «أمله في ألا تذهب التصريحات اللبنانية الرسمية أدراج الرياح».