التكنولوجيا والتغييرات المطلوبة في الخدمات «1 من 2»

  • 9/7/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تخيل أنك كنت تعمل في مجال التنمية والحد من الفقر في أوائل التسعينيات، "أنا كنت كذلك". لم يكن يوجد سوى موقع إلكتروني واحد في العالم بأسره في آب (أغسطس) 1991 "يوجد الآن أكثر من 1.5 مليار موقع إلكتروني". وكانت الهواتف المحمولة باهظة الثمن وقليلة ورديئة المواصفات. ولم يكن يخطر على بال كثيرين أن يصبح عدد الهواتف المحمولة في الهند أكبر من عدد دورات المياه. لإعادة صياغة ما قاله بيل جيتس: إننا نميل إلى تضخيم التغييرات التي ستحدث على المدى القصير والتقليل من تلك التي ستحدث على المدى الطويل. وتعمل التكنولوجيا على إحداث تغيير وتحول، بصورة هادئة لكنها جذرية، في كيفية تقديم المدن الخدمات إلى مواطنيها. فهي تقوم بذلك بطريقة تُحدث تغييرا جوهريا ليس فقط في أسلوب تقديم الخدمات، بل أيضا في الجوانب الاقتصادية والتمويلية الأساسية. وفيما يلي أهم سبع تقنيات مبتكرة ستحدث ثورة في تقديم الخدمات في المدن دون ترتيب معين: ـ شبكات الهاتف المحمول من الجيل الخامس سيكون "الجيل الخامس" هو إصدار تكنولوجيا شبكات الهاتف المحمول الذي يُتوقع إطلاقه بحلول عام 2020. وسيكون أسرع من التكنولوجيا الحالية للهاتف المحمول بما يراوح بين 40 و60 ضعفا. وتشير حسابات البنك الدولي إلى أنه مع حدوث "زيادة بنسبة 10 في المائة في وصلات الإنترنت عالية السرعة، سيزيد النمو الاقتصادي بنسبة 1. 3 في المائة"، وسيؤدي ذلك إلى "إضفاء الطابع الديمقراطي على الابتكار". ووفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي، "ففي عالم لا يتمكن سوى 40 في المائة من سكانه من الاتصال بالإنترنت، يمكننا زيادة إجمالي الناتج المحلي العالمي بواقع تريليون دولار من خلال ربط 327 مليون شخص آخرين". وستتيح تكنولوجيا الجيل الخامس إمكانية إدماج أجهزة الاستشعار رخيصة التكلفة وذات الاستهلاك المنخفض للكهرباء في المباني والأجهزة والسيارات. وستكون إحدى الوسائل الرئيسة لإتاحة "إنترنت الأشياء". ويساند البنك الدولي عددا كبيرا من المشاريع التي يتم فيها تقديم الخدمات من خلال شبكات الهاتف المحمول. فعلى سبيل المثال، يوفر مشروع سد فجوة تكنولوجيا المعلومات BridgeIT في تنزانيا التابع للبنك الدولي إمكانية عرض محتوى رقمي مصور في الفصول الدراسية "عند الطلب" عبر تكنولوجيا الهاتف المحمول. وستُحدث شبكات الجيل الخامس تحولا في هذه التطبيقات. ـ تقنية البلوك تشين ستقوم تقنية البلوك تشين "قواعد البيانات المتسلسلة"، التي تستند إليها العملة المشفرة "بيتكوين"، بالتأكيد بما قامت به الإنترنت في مجال المعلومات. وهذه التكنولوجيا هي في جوهرها عبارة عن خوارزمية وهيكل بيانات موزعة تتيح إمكانية التحقق اللامركزي من أي معاملة، وبالتالي تصعب قرصنتها. ويسمح ذلك بإجراء المعاملات دون وسطاء، مثل البورصة، الذين يقومون حاليا بدور الضامنين للمعاملات. وتستخدم تقنية البلوك تشين لأغراض متنوعة تراوح بين تحسين سجلات الأراضي في جورجيا وتعزيز سلامة الغذاء في الصين. ويستخدم مخططو المناطق الحضرية هذه التقنية لتقسيم المناطق بصورة أكثر شمولا من خلال إنشاء نظام حوافز جديد يشجع شركات التطوير العقاري وغيرها من الجهات الفاعلة في مجال التنمية الحضرية على توسيع نطاق تركيزها من مجرد تحقيق الربح إلى الاهتمام بالمعايير التي يرغب المخططون في التأكيد عليها، مثل منع تجديد الأحياء القديمة، وتشجيع التنوع... إلخ. وقد نشرت مجموعة البنك الدولي أول مذكرة لها عن التكنولوجيا المالية، التي تتناول تكنولوجيا دفتر الأستاذ الموزع وتقنية البلوك تشين وتحلل مدى ملاءمتها المحتملة لعمليات التنمية الدولية. ـ الذكاء الاصطناعي/ التعلم الآلي/ البيانات الضخمة حذرت عقول عظيمة، أمثال ستيفن هوكينج وإيلون ماسك، من مخاطر الذكاء الاصطناعي. ويرى آخرون، مثل فاي ــ فاي لي أستاذة علوم الكمبيوتر في جامعة ستانفورد، "أننا أقرب إلى الغسالة الآلية منه إلى الأجهزة المدمرة". ومع ذلك، بدأ الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة يُحدثان تحولا جذريا في أسلوب تقديم الخدمات فيما يُسمى "بالمدن المعتمدة على البيانات" مثل هونج كونج وشنغهاي وسيدني ونيويورك في مجالات مثل مواقف السيارات الذكية، ورصد جودة الهواء، وزيادة كفاءة استخدام الطاقة في المباني. وفي مدينة هو تشي منه، تستخدم تطبيقات الهاتف المحمول المزودة ببيانات جغرافية مكانية لتعزيز نظام إدارة تقسيم المناطق. وسيؤدي التصنيف الائتماني باستخدام البيانات الضخمة على الأرجح إلى توفير التمويل الميسر لملايين من الناس، مثل العاملين في القطاع غير الرسمي. ويقدم هذا المقال المنشور على مدونة زميلتي ماريا جونز عرضا عاما ممتازا لأحدث التطورات في استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية. ـ السيارات ذاتية القيادة رغم تسبب إحدى السيارات ذاتية القيادة في وفاة أحد المشاة أخيرا، فإن هذه السيارات سيكون لها تأثير بالغ في مدننا. وتشير تقديرات هيئة إعادة التطوير الحضري في سنغافورة إلى أن المدينة التي تخدمها سيارات الأجرة الآلية وشبكة للنقل بالقطارات السريعة بين المدن استطاعت تقليل عدد السيارات في المدينة بنسبة 90 في المائة على مدار 24 ساعة يوميا.

مشاركة :