"الأمم المتحدة عرفت الإرهاب الدولي عام 1972 بأنه استخدام العنف غير القانوني أو التهديد به بغية تحقيق هدف سياسي معين".. أما المحكمة الجنائية الدولية فقد عرفته بأنه (استخدام القوة أو التهديد بها من أجل إحداث تغيير سياسي، أو القتل المتعمَّد والمنظم للمدنيين أو تهديدهم به لخلق جو من الرعب والإهانة للأشخاص الابرياء من أجل كسب سياسي، أو الاستخدام غير القانوني للعنف ضد الأشخاص والممتلكات لإجبار المدنيين أو حكومتهم للإذعان لأهداف سياسية). رابطة العالم الإسلامي، تعرف علاقاتها بالإرهاب بأنها (تنبذ العنف والارهاب وتشجع على الحوار مع أصحاب الثقافات الأخرى) بينما عرفت هيئة كبار العلماء في السعودية الإرهاب بشقه الميداني فقط(بأنه جريمة تستهدف الإفساد؛ وزعزعة الأمن، والجناية على الأنفس والأموال والممتلكات الخاصة والعامة، كنسف المساكن والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور، ونسف الطائرات أو خطفها، والموارد العامة للدولة كأنابيب النفط والغاز، ونحو ذلك من أعمال الإفساد والتخريب المحرمة شرعًا). وصعوبة وجود تعريف جامع مانع للإرهاب يتفق عليه الجميع، يعود إلى اختلاف المرجعيات المعرفية التي ينطلق منها من يحاول أن يُعرف الإرهاب، يذكر د. يحيى فقيه في دراسة له حول الموضوع (هناك صعوبة في تعريف الإرهاب، لصعوبة حصر البواعث والدوافع خلفه، وتعدد التخصصات والمرجعيات والأطر التي ينطلق منها دارسو وباحثو هذ الظاهرة). عرفته الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الصادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب والموقعة في القاهرة عام 1998(كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا كان بواعثه وأغراضه، يقع تنفيذا لإجرام فردي أو جماعي، يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر). ومما يزيد الأمر غموضا هو تداخل ظاهرة الإرهاب مع حقوق الشعوب المشروعة في الدفاع عن نفسها ونضالها من أجل الحريات الوطنية، وهو النضال الذي شرعته وأقرته جميع القوانين الدولية ضد الاحتلال الأجنبي والنظم الاستعمارية والعنصرية بمختلف الوسائل بما في ذلك الكفاح المسلح من أجل تحرير أراضيها والحصول على حقها في تقرير مصيرها واستقلالها، وفقا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة... ويتراوح الإرهاب بين - الإرهاب الفردي. - الإرهاب الجماعي غير المنظم. - الإرهاب الجماعي المنظم. - الإرهاب الدولي. - إرهاب السلطة هو يكون عبر توظيف أجهزتها التشريعية والتنفيذية، في إصدار قوانين قامعة للحريات، وللمحافظة على مواطن النفوذ. لذا في الحرب على الإرهاب لابد من الحرص على استقلالية السلطات عن بعضها للوصول إلى أكبر قدر من الحياد بحيث تراقب كل سلطة الأخرى وتراجعها وتأخذ على يدها، مع الحرص على استقلال القضاء التام عن السلطة التنفيذية. في حربنا على الإرهاب لابد أن يتضح الخط الذي يفصل بين النشاط البشري المجتمعي الطبيعي ورغبة تلك المجتمعات بنقد ذاتها وتسليط الضوء على مكامن الخلل في ذلك المجتمع وبين نزعات الإفساد والتخريب، مع الحرص على عدم المساس بقداسة حرية التعبير عن الرأي عبر الطرق السلمية، والمحافظة على حرية الإعلام المسؤول، مع إفساح حيز لمؤسسات المجتمع المدني لدعم جميع ماسبق. في حربنا على الإرهاب المجتمع كله معني بهذا الأمر.. لذا أول خطوة لمكافحته هي.. تعريفه؟ لمراسلة الكاتب: oalkhamis@alriyadh.net
مشاركة :